جميع أبناء شعبنا يتمنون التوافق والانسجام والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، ومع انتخاب مجلس الأمة وما شهده من تغيير إيجابي في نظر الكثير من الناس وتشكيل الحكومة الجديدة التي نالت ثقة صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد وسمو نائب الأمير وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد، وانعقاد أول جلسة للمجلسين شعر الناس بانفراجة كبيرة وتفاؤل بأن القادم سيكون أفضل.
واليوم فإن سمو رئيس مجلس الوزراء وجميع أعضاء الحكومة أمام اختبار قوي وسيجتازونه بإذن الله تعالى بكل اقتدار إذا التزموا بالتوجيهات السامية، وطبقوا ما جاء في خطاب سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح في افتتاح دور الانعقاد لمجلس الأمة، وكذلك برنامج العمل الحكومي بشكل محدد من الناحيتين الزمنية والمالية وفق الأولويات التي تضمن للناس حياة أفضل ومستويات خدمات أحسن، خصوصا في مجالات التعليم والتوظيف والصحة والمرافق من شوارع وحدائق وأماكن ترفيهية وتأمين السكن المناسب لجميع المواطنين، وكذلك العمل على تخفيف الأعباء المعيشية التي باتت تثقل كاهل معظم الأسر بسبب ارتفاع الأسعار وزيادة المصاريف اليومية مع ثبات الرواتب والأجور على حالها.
نعم جميعنا متفائلون، ونأمل ألا يخيب أملنا في هذه الحكومة التي كما يعتقد الكثيرون أن أعضاءها قادرون على العطاء والتميز والنهوض بوزاراتهم وما تقدمه من إنجازات، إضافة إلى ما نلمسه من نية التعاون مع السلطة التشريعية التي يقع عليها أيضا عبء المتابعة الحثيثة والمساءلة الواقعية المبنية على المصلحة العامة بعيدا عن التأزيم والتهديد الذي لا يمكن إلا أن يكون سببا في تعطيل العمل، بل يجب الوقوف مع من يعمل وينجز وأن يتم توجيه الملاحظات لتدارك الأخطاء إن وجدت وليس لتوقيف الأعمال وتعطيلها، لأن «من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ»، وبالتالي ليكون مقياس المحاسبة مبنيا على نسب الإنجاز والوفاء بالوعود وبالخطط الموضوعة من كل وزارة أو جهة حكومية.
ونتمنى أن يتم الإعلان المباشر عن المشروعات التي تعمل الحكومة على إنجازها وكذلك نسب الإنجاز فيها، وأسباب تعثرها أو تعطلها إن وجدت ومحاسبة المقصرين بشكل مباشر بما يضمن سير العمل وحماية المال العام والتصدي للفساد والفاسدين.
إن دعم قيادتنا الحكيمة وحرصها على مصلحة أبناء الكويت، والتعاون بين الحكومة والمجلس وتحقق التوافق بينهما فرصة كبيرة لإثبات القدرة على الإنجاز (الحكومي - النيابي) الشعبي وتحقيق التنمية الحقيقية المستدامة في جميع المجالات، فكونوا عند حسن ظن صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد والشعب واحملوا الأمانة بكل إخلاص.