يقع الجوع ضمن المحاور الخطرة جدا في الحرب النووية ويكاد خطره يكون متساويا إلى حد ما مع خطر الإشعاعات النووية والتدمير والظلام الدامس ودرجات الحرارة المتدنية جداً (الشتاء النووي) والغبار النووي والأشعة فوق البنفسجية والظلام الدامس والعمى التوهجي… إلخ، وذلك لأن الجوع سيؤدي بالنهاية إلى الهلاك.
وتزداد حدة المجاعة في الدول التي ليس لديها اكتفاء ذاتي في الغذاء بمعنى أن المجاعة تتناسب طرديا مع فقدان عامل الأمن الغذائي وعكسيا مع الاكتفاء الذاتي في الغذاء، والسبب في ذلك يعود إلى انقطاع توريد السلاسل الغذائية أثناء الحرب النووية، فالإنسان قد ينجو من الموت في الحرب النووية عندما تكون لديه ثقافة حول الوقاية من السلاح النووي ومخلفاته مثل إعداد الملجأ وتزويده بالماء والغذاء واتباع الإجراءات اللازمة.
لكنه لن يصمد أمام عامل الجوع الذي قد يكون سببا في القضاء عليه بعد نفاذ ما لديه من غذاء وخصوصا عندما تتوقف توريد سلاسل الغذاء المتوجهة إلى البلد الذي يفتقر للأمن الغذائي لأن الحرب النووية لن تتوقف في فترة وجيزه حتى وان استخدم جميع أطراف الصراع كل ما بجعبتهم من أسلحة نووية فالحرب البرية ستستمر لسنوات لتأمين بسط النفوذ على الأراضي الجديدة في خارطة العالم الجديد (أي عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية).
وهذا يعني أن المخزون الغذائي سينفد ولن يعود إلى طبيعته إلا بعد نهاية الحرب العالمية.
ومما سبق يجب أن نأخذ هذه الاحتمالات بعين الاعتبار والتصدي لخطرها من الآن من خلال تفعيل كل ما له علاقة بالأمن الغذائي مثل مزارع الأسماك والنبات والمواشي والألبان والأعلاف وفتح مصانع المعلبات طويلة الأمد وغير ذلك.
كما علينا ألا ننسى المجاعة التي حلت بالجزيرة العربية عام 1919 أثناء أحداث الحرب العالمية الأولى، وما خلفته من ضحايا بسبب الجوع.