ربما من حسن حظ السوريين أن الشتاء بات يتأخر قليلا ببرده القارس ليخفف عنهم معاناة البحث عن كسوة الشتاء ووسائل التدفئة التي كانت تتزامن مع بدء السنة الدراسية وموسم المونة الذي أصبح من الذكريات.
وبجولة سريعة على أسعار ملابس الشتاء لاسيما المعاطف و«الجواكيت» ومقارنتها بأسعار العام الماضي يكتشف المواطن أنها ارتفعت بمقدار 100% خلافا لتصريح رئيس القطاع النسيجي في غرفة صناعة دمشق مهند دعدوش قبل نحو شهر لاحدى وسائل الاعلام المحلية التي قال لها إن ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية هذا العام وصل إلى 40% عن العام الماضي، ما أثار الكثير من ردود الأفعال على حال الأسواق.
وبحسب تقرير لصحيفة «الوطن» يبلغ سعر الجاكيت الشتوي الذي من الممكن أن يحمي من برد الشتاء أكثر من 250 ألف ليرة ليصل في بعض المحلات إلى 325 ألف ليرة، وليس الحال بأفضل في محلات «البالة» حيث لا يقل سعر الجاكيت عن 100 ألف ليرة ويرتفع سعره إذا كان مصنوعا من الفرو الطبيعي أو الجلد وقد يصل الى 500 الف.
وفي مقارنة بسيطة عن الأسعار في العام الماضي فإن سعر الجاكيت العادي كان 120 ألف ليرة في أسواق العاصمة ذات الأسعار المتوسطة، أي أن سعره هذا العام ارتفع بنسبة تزيد على 100%.
وأرجع رئيس لجنة صناعة الألبسة في غرفة صناعة حلب محمد زيزان في تصريح لـ «الوطن» ارتفاع الأسعار إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية الداخلة في صناعة الألبسة الشتوية بسبب مشاكل استيراد الأقمشة التي يتدخل فيها التاجر وأكثر من جهة أخرى، مشيرا إلى أن تمويل الاستيراد لا يتم إلا عبر عدة مراحل هذا ما يدفع التاجر إلى وضع نسب أرباح كبيرة جدا لأنه يقوم بتجميد أمواله لفترات معينة نتيجة ذلك، كاشفا أن نسبة الزيادة في أسعار القماش عن العام الماضي وصلت إلى 30%.
ولفت زيزان إلى أن تصدير الألبسة أصبح معضلة أيضا بحسب وصفه، لأن أسعارها أصبحت أعلى من أسعار الدول الأخرى كالعراق مثلا، هذا ما أدى إلى إحجام التجار في هذه الدول عن استيراد الألبسة السورية، مشيرا إلى أن الحلول تتمثل باستقرار سعر الليرة أمام الدولار، إضافة إلى ضرورة إعطاء تسهيلات خاصة لتمويل المستوردات بالنسبة للمواد، وتخوف من كساد البضائع والألبسة الشتوية نتيجة ارتفاع الأسعار وإحجام المواطنين عن الشراء، وقد بدأ هذا الأمر فعلا حيث لم يتم بيع أكثر من 20% من الموسم الشتوي لهذا العام.
وأردف إن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والسلع الأخرى يؤدي إلى ارتفاع أسعار الألبسة من جهة ضرورة زيادة أجور العمال الذين يعيلون أسرا أيضا وذلك إرضاء لهم، لافتا إلى أن الأجور ارتفعت بنسبة 100% عن العام الماضي، معتبرا أن تكاليف صناعة الألبسة تدخل ضمن دائرة واحدة مع أسعار المواد والخدمات بالقطاعات الأخرى.