توالت الإدانات الدولية لقرار روسيا تعليق مشاركتها باتفاق اسطنبول، والتي أدت الى توقف حركة نقل الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود أمس ما يعيد شبح أزمة الغذاء العالمية للواجهة.
وأكد مركز التنسيق المشترك المكلف الإشراف على تطبيق الاتفاق، أن أي حركة لسفن شحن تنقل الحبوب الأوكرانية لم تسجل في البحر الأسود أمس، في وقت نقلت وكالة «ريا نوفوستي» الروسية عن مصدر في اسطنبول أن تركيا بصدد إجراء اتصالات ديبلوماسية على جميع المستويات في محاولة لإنقاذ اتفاق تصدير الحبوب.
وواصلت موسكو سوق التبريرات لتعليق الاتفاق، بشن اتهامات على كييف وحلفائها باستهداف سفنها في البحر الأسود، وقالت امس انها عثرت على حطام المسيرات التي هاجمت أسطولها في سيفاستوبول، وزعمت أنها استخدمت «منطقة آمنة» لتصدير الحبوب منصة للهجوم.
وذهبت أبعد من ذلك، حينما قالت ان المسيرات أطلقت من «سفينة مدنية، تستأجرها كييف أو أسيادها في الغرب لتصدير المنتجات الزراعية من موانئ أوكرانيا».
وفي كلمته المصورة اليومية عبر الانترنت، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي أن القرار الروسي «لا يعود لليوم فقط.
فروسيا بدأت تفاقم أزمة الأغذية العالمية في سبتمبر عندما باشرت تعطيل حركة السفن التي تنقل منتجاتنا الزراعية».
وتساءل زيلينسكي «لماذا يمكن لحفنة من الناس في مكان ما داخل الكرملين أن يقرروا ما إذا كان سيكون هناك طعام على موائد الناس؟». وأضاف «إنها نية واضحة لروسيا للتلويح مجددا بهاجس المجاعة على نطاق واسع في أفريقيا وآسيا».
وقال إن موسكو عطلت حركة ما لا يقل عن 176 سفينة. وشدد على ضرورة حصول «رد دولي صارم على مستوى الأمم المتحدة ولاسيما مجموعة العشرين».
من جهته، أكد وزير البنى التحتية الأوكرانية أولكسندر كوبراكوف امس أن تعليق روسيا العمل باتفاق يتيح تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية يجعل مغادرة الناقلات المحملة بهذه المنتجات أمرا «مستحيلا».
وكتب على تويتر إن «ناقلة بضائع صب محملة بأربعين طنا من الحبوب كان يفترض أن تغادر الميناء الأوكراني امس.
كانت هذه المواد الغذائية مخصصة للإثيوبيين الذين باتوا على حافة المجاعة. لكن نتيجة إغلاق روسيا (ممر الحبوب)، فإن التصدير أمر مستحيل».
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن أول من أمس إن قرار روسيا الانسحاب من الاتفاق الذي يسمح بتصدير الحبوب من أوكرانيا «مشين».
وأضاف خلال حديثه إلى صحافيين «ليس هناك سبب ليفعلوا ذلك. فهم يبحثون دائما عن أسباب ليقولوا إن ما أدى إلى فعلهم شيئا فظيعا هو أن الغرب دفعهم لذلك».
أما وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن فقال «بتعليقها الاتفاق تستخدم روسيا مجددا الغذاء سلاحا في الحرب التي شنتها ما يخلف تداعيات مباشرة على الدول ذات الدخل المنخفض وعلى الأسعار العالمية للسلع الغذائية ويؤجج الأزمات الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي الخطر أساسا».
من جهته، انتقد جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، الحصار الذي أعادت روسيا فرضه على صادرات الحبوب الأوكرانية، عبر البحر الأسود.
وكتب بوريل، في تغريدة له على تويتر، إن القرار «يعرض للخطر طريق التصدير الرئيسي للحبوب والأسمدة، التي تشتد الحاجة إليها لمعالجة الأزمة الغذائية العالمية، الناجمة عن حربها ضد أوكرانيا».