واصل طلاب الجامعات الإيرانية إضرابهم امس دعماً لأكبر الاحتجاجات منذ عام 1979 في تحد لتحذيرات شديدة اللهجة من قوات النخبة الأمنية وحملات قمع عنيفة.
وقالت وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان (هرانا) إن الإضرابات حدثت في مدن عدة، من بينها: العاصمة طهران وأصفهان في إطار احتجاجات واسعة النطاق ممتدة منذ أسابيع.
وأفادت بأن طلابا نظموا اعتصاما في جامعة «أصفهان»، بينما أشارت لقطات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحرك مماثل في كلية الهندسة في جامعة «أمير كبير» في طهران.
وأشارت وكالة (هرانا) أيضا إلى أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت أربعة طلاب على الأقل من مدرسة إعدادية في مدينة «سنندج».
جاء ذلك غداة خروج احتجاجات في منطقة «اكباتان» بالعاصمة طهران في وقت متأخر مساء امس الأول، حيث رددوا شعارات الحركة الاحتجاجية بما في ذلك «الموت للديكتاتور»، في الوقت الذي استخدمت فيه قوات الأمن القنابل الصوتية لفض التظاهرات، وفقا لمقاطع فيديو نشرت على موقع رصد «1500 تصوير» ومواقع أخرى.
وأفادت منظمة «هنكاو» لحقوق الإنسان التي تتخذ من النروج مقرا، بأن الجنازة التي أقيمت في مدينة سنندج الرئيسية في محافظة كردستان في شمال غرب إيران امس الأول، للفتاة سارينا سعيدي البالغة من العمر 16 عاما، التي قتلت خلال التحركات الاحتجاجية، تحولت إلى احتجاج تخللته هتافات معادية للنظام، بينما قامت نساء بخلع حجابهن.
ولفتت «هنكاو» إلى أن من بين الذين دفنوا امس الأول كذلك، قمار دارفتاده البالغ من العمر 16 عاما والذي يتحدر من بيرانشهر في شمال غرب إيران، لافتة إلى ان قوات الأمن أطلقت عليه النار على مسافة ثلاثة أمتار وتوفي لاحقا في المستشفى.
كذلك، نشر موقع «1500 تصوير» مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر طلاب طب يحتجون في مدينة «تبريز» الشمالية، وهم يقولون للسلطات «أنتم المنحرفون!»، في رسالة إلى شرطة الأخلاق.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، لوحات جدارية للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي وسلفه الخميني، مطلية باللون الأحمر في مدينة «قم» الدينية.
وشهدت الاحتجاجات عددا لا يحصى من التكتيكات المختلفة، إذ أشار المراقبون إلى نزعة جديدة تتمثل في قيام الشبان بإزالة العمائم من على رؤوس رجال الدين في الشوارع.