بيروت ـ خلدون قواص وعامر زين الدين
دعا مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب إلى التزام ثقافة الحوار الذي يحترم وجهات النظر المختلفة مهما تباعدت، ويرمي إلى تحقيق الوفاق والخير العام، والاعتماد على هذا الحوار أساسا لبت القضايا اللبنانية الكبرى، والالتزام الكامل بقواعد ومستلزمات المحافظة على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وأمن واستقرار البلاد.
وأعرب دريان والخطيب، خلال لقائهما في دار الفتوى امس، عن قلقهما الشديد من حالة التوتر السياسي التي تخيم على البلاد في الوقت الحاضر، وأهابا بالقيادات السياسية إلى اعتماد لغة الحوار كمدخل وحيد للخروج من الوضع المتأزم الذي تمر به البلاد.
كما أكدا على الوحدة الإسلامية بين المسلمين والوحدة الوطنية بين اللبنانيين جميعا، والعمل على قطع الطريق أمام أي محاولة لإضفاء الطابع الطائفي أو المذهبي على أي اختلاف في وجهات النظر بين القوى والفعاليات السياسية، والتمسك بالدولة ومؤسساتها الشرعية وبميثاق الوفاق الوطني الذي أقر في الطائف والعمل على تنفيذ بنوده كاملة نصا وروحا، والاحتكام الى المؤسسات الدستورية دون سواها لمعالجة أي خلاف.
وشدد الرجلان على أهمية إجراء انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها تشكيل حكومة تتصدى للازمات المتفاقمة.
الشيخ الخطيب انتقل من دار الفتوى إلى دار طائفة الموحدين الدروز في فردان، ببيروت، حيث بحث مع شيخ العقل د.سامي ابي المنى قضايا روحية وسياسية ووطنية بهدف بناء جسور التلاقي ببن اللبنانيين على اساس المشتركات بين الاديان، من اجل ترسيخ القيم الهادفة الى الاستقرار العام وتخفيف التوترات لاسيما تلك التي تأخذ احيانا اشكالا طائفية، الامر الذي يحتم على القيادات والمراجع الروحية الاسلامية والمسيحية تعزيز التواصل من اجل الرسالة التي تحملها والمسؤوليات التي تترتب عليها.
وكان اللقاء مناسبة أكدا خلالها على «معالجة الاستحقاقات الدستورية خصوصا رئاسة الجمهورية عبر انتخاب رئيس جديد في اسرع وقت يكون المدخل لتشكيل حكومة تعالج الازمات المتفاقمة على الصعد المعيشية والحياتية والمالية، والتأكيد على اتفاق الطائف كدستور ينبغي استكمال تنفيذ بنوده».