أعلن رئيس الحكومة الباكستانية شهباز شريف أنه أمر بإجراء تحقيق شامل في محاولة الاغتيال التي تعرض لها سلفه عمران خان، وأكد أنه لن يبقى ولو للحظة واحدة في منصبه، ولن يمارس حتى أي دور سياسي بقية حياته، إن نجح خان في تقديم دليل ولو بسيط على تورطه في تلك المحاولة الفاشلة.
وكرر شريف، في مؤتمر صحافي في لاهور، تنديده بتلك الحادثة، نافيا أي صلة له أو لوزير الداخلية في حكومته أو مسؤولين في المخابرات بمحاولة الاغتيال الفاشلة لرئيس الحكومة المقال، وقال إن التحقيقات كفيلة بإظهار حقيقة ادعاءات عمران.
وأكد أنه «لمصلحة باكستان الوطنية، ولمصلحة الديموقراطية في باكستان، فإنه لابد من التوصل لنهاية لاتهامات خان، فإما أننا مخطئون وإما أنه هو المخطئ والمدعي علينا كذبا، وهو ما ستتوصل إليه التحقيقات».
وناشد شريف رئيس المحكمة العليا لتشكيل لجنة من المحكمة للتحقيق في محاولة الاغتيال وما تبعه من اتهامات وجهها رئيس حزب حركة الإنصاف الباكستانية إلى شريف وحكومته بالوقوف وراء المحاولة ، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس الباكستانية.
وقال شريف في المؤتمر ، إن اللجنة يجب أن تحقق في مزاعم عمران خان ضده وضد وزير الداخلية رانا سناء الله وضابط جيش برتبة كبيرة.
وأضاف: «سأكتب خطابا على الفور لرئيس المحكمة العليا من أجل تشكيل لجنة قضائية من المحكمة للتحقيق».
وأوضح أن اللجنة نفسها يفترض أن تحقق أيضا في مقتل الكاتب والصحافي أرشد شريف والملابسات المحيطة بالحادث المأساوي.
وشدد على أن الحكومة الاتحادية ستدعم اللجنة تماما.
وذكر شهباز أنه من المؤسف أن يزعم خان خطأ أن رئيس الوزراء ووزير الداخلية وضابطا كبيرا بالجيش دبروا مؤامرة ضده.
وكان رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان قد اتهم رئيس الوزراء الحالي شهباز شريف بالتورط في محاولة اغتياله، مشيرا إلى أنه من غير الممكن تحقيق العدالة ما لم تتم إقالته رفقة وزير الداخلية رانا سناء الله والجنرال فيصل نصير من جهاز الاستخبارات العسكرية.
مؤكدا انه سيستأنف مسيرته الاحتجاجية التي بدأها قبل أكثر من أسبوع إلى إسلام اباد بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها أثناء محاولة لاغتياله في الوقت الذي نظم فيه أنصاره احتجاجات على مستوى البلاد تسببت في إغلاق الطرق الرئيسية.
وأكد خان أن على الباكستانيين الانخراط في ثورة إما سلمية وإما دموية، وقال إنه يناشد الجنرال قمر جاويد باجوا «بصفته قائد الجيش والذي أحترمه كثيرا، التحرك للحفاظ على سمعة الجيش».
وأضاف «هؤلاء يعتقدون بأننا لسنا بشرا، وإنما خراف نتحرك وفق هواهم، وأقول الآن أمامنا طريقان إما أن تحدث ثورة سلمية في باكستان وإما ثورة دموية».
بدوره، دعا حزب إنصاف بزعامة رئيس الحكومة المقال عمران خان إلى محاكمة الجنرال فيصل نصير، التابع لجهاز الاستخبارات، لما وصفه بدوره في التخطيط لاغتيال خان في مدينة وزير آباد بإقليم البنجاب.
ودعا الأمين العام للحزب أسد عمر في تغريدة له الجيش لعدم الخلط بين اتهام الحزب للجنرال فيصل واحترامه للجيش وقيادته بصفة عامة.
من جانبه، عبر الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية الجنرال بابر افتخار عن أسفه لاتهام حزب إنصاف ضابطا برتبة جنرال في الاستخبارات بالتخطيط لاغتيال خان.
الى ذلك، وجهت الحكومة الباكستانية، هيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية إلى الإلغاء الفوري للحظر المفروض على بث خطابات رئيس الوزراء السابق عمران خان، حسبما ذكرت مصادر لقناة «جيو نيوز».
وأضافت المصادر أن الحكومة وجهت الهيئة لإلغاء الحظر من خلال تنفيذ القسم الخامس من قانون هيئة تنظيم وسائل الإعلام الإلكترونية الباكستانية لعام 2002.