أسامة دياب
اختتم المبعوث الخاص للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للقرن الأفريقي السفير محمد عبدي عفي زيارته إلى الكويت، سلط خلالها الضوء على الاحتياجات الإنسانية المتزايدة للملايين من الأشخاص المتضررين من موجة الجفاف الشديدة التي تتعرض لها البلدان الواقعة في القرن الأفريقي.
وتخلل الزيارة عددا من اللقاءات مع الهيئات الحكومية الكويتية وشركاء المفوضية من القطاع الخاص، حيث بحث معهم سبل التعاون بين الجانبين، كما استعرض عفي آخر المستجدات الإنسانية في منطقة القرن الأفريقي خلال لقائه مع مساعد وزير الخارجية لشؤون التنمية والتعاون الدولي حمد المشعان، حيث بحثا الدعم الذي يقدمه القطاعان الخاص والخيري في الكويت، ثم التقى مساعد وزير الخارجية لشؤون المنظمات الدولية المستشار عبدالعزيز الجارالله وعقد اجتماعا مع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية ممثلا بنائب المدير العام لشؤون العمليات وليد البحر.
وقال عفي: زيارتي إلى الكويت فرصة لتسليط الضوء على الوضع الإنساني للاجئين والنازحين في القرن الأفريقي واستكشاف الطرق المحتملة لدعم جهود المفوضية في الاستجابة للجفاف من خلال مشاريع مشتركة مع الدول المانحة والقطاع الخاص، وفي حين أن تلبية الاحتياجات الإنسانية أمر ملح، فإن البحث عن حلول للسكان النازحين لايزال يمثل أولوية بالنسبة للمفوضية أيضا، والسعي للحصول على الدعم لمنح اللاجئين الشباب الفرصة لمتابعة تعليمهم وتزويد الأجيال الشابة بالمهارات أمر أساسي لضمان مستقبل أكثر إشراقا.
جاء ذلك في مجمل كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد بمناسبة زيارته للبلاد.
وأشاد بالاستجابة السريعة من الحكومة الكويتية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص لما تم طرحه للتخفيف من معاناة القارة الأفريقية، مضيفا: لقد لمسنا الإرادة والرغبة من قبل جميع الجهات الكويتية للقارة الأفريقية، وسوف نتواصل مع المسؤولين لمعرفة ماهية الدعم بلغة الأرقام، نافيا وجود نية في الوقت الحالي لمؤتمر دولي للمانحين لسد احتياجات القارة الأفريقية.
وتابع: تبذل فرق المفوضية العاملة في الميدان كل ما في وسعها من أجل تقديم المساعدة وتلبية الاحتياجات الملحة للأشخاص المحتاجين، الذين يعيشون ظروفا قاسية ويعانون جراء الصراعات وآثار التغير المناخي، ويسعون لتفادي المجاعة والتماس الأمان، وتعد حالة الجفاف التي تمر بها البلدان الواقعة في القرن الافريقي هي الأسوأ في المنطقة منذ 4 عقود، وتأتي في أعقاب أربعة مواسم متتالية من ندرة تساقط الأمطار، مما أدى إلى شح مصادر المياه وتعرض المحاصيل للتلف وحرمان السكان من مصادر رزقهم والقدرة على إعالة أنفسهم.
وكانت المفوضية قد وجهت نداء عاجلا في يونيو من هذا العام من أجل تأمين مبلغ 42.6 مليون دولار أميركي لتوفير الدعم الطارئ لنحو 1.5 مليون لاجئ ونازح داخليا والمجتمعات المحلية المضيفة لهم ممن طالهم الجفاف في كل من إثيوبيا وكينيا والصومال، وتشير مستويات التمويل الإجمالية للعمليات في البلدان الثلاث إلى توافر ما يقرب من 45% فقط من الأموال المطلوبة لدعم جهود المفوضية الموجهة للتصدي للجفاف.