مع تصاعد التهديدات التركية بإطلاق الشق البري من عملية «المخلب ـ السيف» العسكرية ضد المسلحين الأكراد شمال سورية، تواترت تقارير عن محاولات روسية ـ أميركية منفصلة، لثني أنقرة عن المضي قدما في تهديدها.
على الجانب الأميركي، يقود المبعوث الى شمال سورية نيكولاس غرانغر مبادرة واشنطن لوقف التصعيد بين تركيا وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يهيمن عليها المسلحون الأكراد، سعيا لثني تركيا عن شن عملية برية قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انها قد تشمل عين العرب «كوباني» ومنبج وتل رفعت.
ونقل موقع تلفزيون «سوريا» عن مصدر مقرب من «قسد» أن نقاشات جرت بين وفد الخارجية الأميركية وقادة قسد «لإيجاد صيغة تفاهم ترضي جميع الأطراف وتحول دون حدوث تصعيد أمني وعملية عسكرية تركية جديدة شمالي سورية».
وتتزامن المبادرة الأميركية مع اقتراح روسيا نشر قوات من «الفيلق الخامس»، الذي تشرف عليه والعامل ضمن قوات تابعة لحكومة دمشق، في مناطق الشريط الحدودي وعودة القوات الأمنية التابعة لدمشق ومؤسساتها بشكل كامل، وهو ما رفضته «قسد»، مؤكدة جاهزيتها لمواجهة أي هجوم تركي جديد يستهدف مناطق سيطرتها، بحسب قائد «قسد» مظلوم عبدي.
وحثت واشنطن «قسد» على القيام بإجراءات عاجلة من شأنها منح تركيا تطمينات أمنية، وشددت على ضرورة «إخراج مقاتلي حزب العمال الكردستاني» من المنطقة وعدم التصعيد مع تركيا.
وأشار المصدر إلى إن أنقرة طرحت مجموعة من الشروط على واشنطن لوقف عمليتها العسكرية البرية المرتقبة شمالي سورية، أبرزها «انسحاب «قسد» بشكل كامل من الشريط الحدودي بعمق 30 كلم، وإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من المنطقة، ووقف الدعم الأميركي لـ «قسد»، وحل مؤسسات الإدارة الذاتية ونشر نقاط مراقبة تركية على طول الشريط الحدودي».
وتتهم تركيا موسكو وواشنطن بعدم الالتزام بالاتفاقات والتفاهمات بينهم في العام 2019 وأبرزها إبعاد «قسد» التي تعتبرها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني عن حدودها الجنوبية بعمق 30 كلم.
وتطالب تركيا أيضا بتسليم «قادة وأعضاء بارزين من حزب العمال الكردستاني موجودين في شمال شرقي سورية إليها، ممن تتهمهم أنقرة بتنفيذ عمليات إرهابية ضد قواتها وداخل أراضيها».
وقال المصدر إن «قسد» وصفت الشروط التركية بـ «التعجيزية وغير قابلة التطبيق والمناقشة».
وعقب مصدر من «قسد» على هذه الشروط، معتبرا ان تعليقها يعني إنهاء «قسد» والإدارة الذاتية وحصارها في المناطق الشرقية الجنوبية وخسارتها لمواردها المالية التي توفر لهما الاستمرارية في البقاء».
في سياق متصل، نشر موقع «ميدل ايست اي» تقريرا قال فيه إن تركيا تجري محادثات مع روسيا لتنظيم عملية صغيرة النطاق بالقرب من الحدود التركية لإخراج المسلحين الأكراد.
وذكر التقرير أن مسؤولين أتراكا وروسا يتفاوضون على عملية محدودة لاخراج وحدات حماية الشعب الكردية العمود الفقري لـ «قسد» من غرب نهر الفرات في الأسابيع المقبلة.
واستند تقرير الموقع الذي أعده الصحفيان التركيان راغب صويلو وليفانت كمال إلى «مصدرين مطلعين» على القضية.
من جهته، قال القائد العام «قسد» إن تركيا تتحضر لبدء عمليتها العسكرية في 3 مناطق، مهددا بإشعال الحدود السورية ـ التركية بأكملها في حال بدأت الحرب.
وذكر في مؤتمر صحافي نقلته وكالة «نورث برس» المقربة من «قسد»، أن أنقرة تتجهز لمهاجمة عين العرب ومنبج وتل رفعت، مضيفا «عملياتنا ضد القوات التركية ضمن الأراضي السورية، لكن إذا ما بدأت تركيا الحرب ستشتعل الحدود السورية التركية بأكملها (..) ستكون المعركة مختلفة عن سابقاتها».
في المقابل، جدد وزير الدفاع التركي خلوصي التهديد بتنفيذ عملية عسكرية برية ضد «قسد» في أقرب وقت ممكن.
ونقلت وسائل إعلام تركية عن أكار قوله «رصدنا موقفا أميركيا متناقضا بشأن مخاوفنا الأمنية»، وتابع «لم نتلق الدعم المطلوب من روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالعملية الجوية».
وأكد وزير الدفاع أن تركيا ستواصل عمليتها العسكرية في سورية «رغم التحذيرات الأميركية».