- قاووق: جربوا سبع مرات انتخاب رئيس مواجهة وفشلوا
بيروت - منصور شعبان
قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عودة، في عظة الأحد أمس، من كاتدرائية القديس جاورجيوس، بيروت: «مر عيد الاستقلال هذا العام حزينا، فلا رئيس للبلاد ولا حكومة ولا شعب يحاسب طبقة ممسكة بالقرار السياسي منذ زمن طويل».
وأضاف: «هذه الطبقة معطلة للإصلاح، ومعرقلة للقضاء، ومانعة أية مساءلة ومحاسبة، والفراغ بالنسبة إليها أفضل من إيجاد حلول، ومن المجيء برئيس يقود سفينة الوطن، إلى جانب حكومة تعمل على انتشال شعب غارق، يتخبط بين أمواج جشع المسؤولين وانعدام المسؤولية لديهم».
وتابع: «إننا نعيش مسرحية هزلية تتوالى فصولها أسبوعيا، ولا تبدو لها نهاية، لأن أبطالها يتجاهلون قواعد النظام الديموقراطي، أو يريدونه معلقا كما جعلوا الدستور مغيبا.
أهي قلة مسؤولية أم قلة وطنية؟ وأي وفاق أو اتفاق يدعون إليه وأي توافق يدعونه وهو تكاذب، وأية ديموقراطية يتغنون بها وهم لا يستطيعون انتخاب رئيس إلا بعد مخاض عسير ووقت ضائع وتراجع وانحلال وانهيار؟ ألا يعرفون أن عليهم أن يعقدوا جلسة مفتوحة تتوالى فيها الدورات الانتخابية ويتنافس المرشحون بوضوح فيختار النواب من يشاؤون والرابح يكون رئيسا للبلاد؟ أما بدعة التعطيل فهي جريمة بحق الوطن وبحق الناخب الذي أوصل النائب للقيام بواجبه، فلا سلطة استنسابية للنائب من أجل القيام بواجبه الدستوري وإلا فهو يخون ثقة الشعب ويضرب مصلحته.
حالة البلد مأساوية والنواب يتلهون ويقاطعون ويعطلون النصاب ويمنعون انتخاب رئيس. وبعضهم لا يخجل من الاعتراف أن للخارج كلمته في هذا الأمر الوطني الذي يخص الداخل. هل تنقصنا القدرة والكفاءة لندير أمورنا بأنفسنا ونقطع الطريق على أي تدخل، أم أن التدخلات الخارجية تناسب المصالح؟».
من جهته، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان قال في بيان، إن «لبنان ليس هدية لأحد، وأن رئاسة الجمهورية ضمانة وطنية عظمى، ومن يمنع التسوية الوطنية لانتخاب رئيس وطني هو نفسه يصر على اللعبة الدولية والواجهات الأممية وينتظر الفجائع لعل وربما..! وكل الواجهات الأممية بما فيها الواجهات الناعمة، وحياد لبنان بالمصالح الوطنية ممنوع، والبلد للجميع وزمن لويس الرابع عشر انتهى، واللامركزية الإدارية الواسعة خطر وجودي على الكيان اللبناني، والشراكة الإسلامية المسيحية أكبر ضرورات لبنان، ولن نقبل لبنان إلا بشراكته المسيحية الإسلامية، ولن ترضخنا الضغوط بمختلف أدواتها للتسويات المطبوخة بالسم الأممي».
وتابع: «إن من ينادي بالإنقاذ الأممي يشطب سيادة لبنان، وأمس واليوم وغدا لن نرضى عن السيادة الوطنية بديلا، والسيادة الوطنية الإنقاذية والدستورية تمر بصندوق مجلس النواب السيادي، والقوى التي تنتظر سكاكين المطابخ الدولية تغامر بمصالح لبنان العليا».
بدوره، قال عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، خلال حفل تأبيني أقيم في بلدة كفرصير الجنوبية، بحضور رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد: «جربوا في المجلس النيابي سبع مرات أن ينتخبوا رئيس مواجهة وتحد وفشلوا وقد آن الأوان أن يقتنعوا بأنهم غير قادرين على انتخاب رئيس مواجهة لأن هذا المنطق وصل إلى طريق مسدود فكفى عنادا، وعليهم أن يتقبلوا حقيقة أن البلد يحتاج إلى حوار وتوافق وطني وهو الطريق الأضمن لانتخاب رئيس للجمهورية».