بيروت ـ أحمد منصور
اعتبر النائب فيصل كرامي أن الاختلاف في السياسة وفي وجهات النظر السياسية هو أمر صحي، لكن الاختلاف على الوطن وعلى الثوابت الوطنية هو أمر مدمر.
وشدد كرامي، في حفل الغداء التكريمي الذي أقامه له رئيس هيئة الدفاع عن بيروت المحامي صائب مطرجي، على التمسك بالثوابت والحرص على لبنان وطنا ودولة واستقلالا ودورا رياديا في محيطه العربي وفي العالم، انه لبنان الذي اختاره الآباء والأجداد، وأشدد على انهم اختاروه وربما يكون الوطن الوحيد الذي ولد بالاختيار، وعاصمة لبنان بيروت هي التكثيف الملهم الذي تجلت فيه التجربة اللبنانية بأبهى صورها، انها بيروت المنارة والانفتاح والعيش الواحد والحريات، وإني فخور بأن جدي الرئيس عبدالحميد كرامي كان واحدا من رموز وابطال استقلال لبنان، إلى جانب باقي رجالات الاستقلال من كل المناطق والطوائف، ولا يفوتني هنا التذكير بأن الرئيس صائب سلام ابن أبو علي سلام الذي رسم العلم اللبناني بيده في خضم معركة الاستقلال.
وأضاف: من بين الثوابت أيضا عروبة لبنان، وأعيد هنا السؤال البسيط والتاريخي في آن واحد الذي كان يطرحه دائما كل المؤمنين بعروبة لبنان وكل المناضلين لتأكيد هذه الهوية العربية في الدستور اللبناني وهو ما تحقق في وثيقة الاتفاق الوطني في الطائف، والسؤال هو ان لم يكن لبنان عربيا فماذا يكون؟ وأجدد اليوم موقفي من هذه الإشكالية التي يعاد طرحها لأقول لبنان عربي عربي عربي ولن يكون الا عربيا، وانا ابن عائلة دفعت الكثير من اجل عروبة لبنان، ولعل وسام الشرف الذي اعتز به ان جدي عبدالحميد كان بصفته رئيسا للحكومة ممثلا الجمهورية اللبنانية في تأسيس جامعة الدول العربية، وكانت له اسهامات اساسية في صياغة ميثاق هذه الجامعة، وقد أكمل الرئيس الشهيد رشيد كرامي المهمة والرسالة عبر نضاله الطويل من أجل تأكيد وحدة وعروبة لبنان باذلا كل التضحيات التي يمكن ان يبذلها الانسان في سبيل قضية يؤمن بها وصولا إلى التضحية بحياته، ثم اتى الرئيس عمر كرامي ليقولها بأعلى صوت عروبتي عقيدتي، فهل يتوقع اي احد في الكون ان أفرط بكل هذه التضحيات وكل هذه النضالات؟
وتابع: اننا الطائفة الأمة، التي تشكل الاساس المتين لكل انواع الصيغ والتوازنات بين كل الطوائف اللبنانية، وقدرنا كطائفة ان نكون في كل الازمات التي عاشها هذا الوطن صمام الامان، والأهم خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة التي تعيشها البلاد اننا الطائفة الجامعة والمنيعة التي لا يمكن تجاوزها او استتباعها او المس بحقوقها او الانتقاص من دورها، وهذه الحقائق الحتمية تجعلنا الطائفة الاقوى دون حاجة إلى ضمانات وامتيازات، سلاحنا الوحيد والضمانات الوحيدة التي نركن اليها هو أننا نحمل مشروع الدولة والمؤسسات وتطبيق الشراكة الحقيقية والمساهمة مع كل شركائنا في الوطن في الوصول إلى دولة عصرية متماسكة تلبي طموحات الاجيال الشابة. لسنا نحن من نصاب بالاحباط، بل نحن من يداوي المحبطين.. لسنا نحن من نتسول الصلاحيات، وانما نحن الذين نمنح هذه الصلاحيات لمن لديهم هواجس ومخاوف الاقليات، لسنا نحن من نخشى الدستور واتفاق الطائف، وانما نحن نخشى على لبنان وعلى كل الآخرين في لبنان من اللعب بالنار في الأوقات الخاطئة والخطيرة، واي لعب بالدستور واتفاق الطائف في هذه المرحلة، هو لعب بالنار لا محالة، وهي مناسبة لكي اناشد كل القوى اللبنانية للذهاب فورا إلى تطبيق فعلي لاتفاق الطائف، وان يكون الحكم على هذا الاتفاق بعد تطبيقه، واني بذلك انما ادعو اللبنانيين إلى حماية هذا الوطن من اي مغامرة غير مأمونة النتائج.
وختم بقوله: اني اعلن من هنا انني جاهز للانفتاح وللحوار لتبديد كل الهواجس المتعلقة بالطائف وكل الاحكام السيئة عليه الناتجة عن تطبيقات مشوهة ومنقوصة لهذا الاتفاق.