شددت السلطات الإيرانية قبضتها ضد الاحتجاجات غير المسبوقة المستمرة منذ 3 أشهر وترافقت مع إضراب عام لمدة 3 أيام يتوج اليوم باحتجاجات جديدة دعا إليها ناشطون بمناسبة يوم الطالب.
وأُوقف عباس درويش تافانجر، نائب مدير وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» المقربة من السلطات، على ما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.
وأوضحت الهيئة أن «تافانجر» اعتقل بتهمة تزوير أنباء. واضافت الهيئة «لايزال رهن الاحتجاز حتى نتمكن من معرفة أسباب تزويره للأخبار ووضع نشرات إخبارية مضللة». ويتعلق الأمر بنشرات سرية يتم توزيعها على بعض المشتركين.
وفي السياق، قضت السلطات الإيرانية بإعدام خمسة أشخاص بعدما أدينوا بالتورط في مقتل عنصر من الباسيج خلال الاحتجاجات التي تجتاح البلاد، وفق ما أعلنت السلطة القضائية امس. وقال المتحدث باسم السلطة القضائية مسعود ستايشي في مؤتمر صحافي إن أحكاما بالسجن لفترات طويلة صدرت بحق 11 شخصا آخرين، بينهم ثلاثة قاصرين، على خلفية مقتل روح الله عجميان، مضيفا أن الأحكام قابلة للاستئناف.
وأضاف ستايشي أن عجميان (27 عاما) جرد من ملابسه وقتل على يد مجموعة من المشيعين الذين كانوا يحيون أربعينية المتظاهرة حديث النجفي التي قتلت خلال الاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ وفاة مهسا أميني عن 22 عاما خلال احتجازها بسبب انتهاك قواعد اللباس الصارمة.
وأدين الأشخاص الخمسة المحكوم عليهم بالإعدام بتهمة «الفساد في الأرض»، وهي واحدة من أخطر الجرائم بموجب القانون في إيران. أما الأشخاص الـ 11 الآخرون، ومن بينهم امرأة، فقد أدينوا لـ «دورهم في أعمال الشغب» وحكم عليهم بالسجن لفترات طويلة، حسبما أضاف ستايشي.
من جهتها، أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ من أوسلو مقرا بأن 448 شخصا على الأقل «قتلوا على يد قوات الأمن خلال الاحتجاجات المتواصلة على مستوى البلاد».
وفي بيان نقلته وكالة «تسنيم» للأنباء، قال الحرس الثوري في محافظة مركازي الواقعة جنوب غربي طهران، إنه اعتقل «شبكة تضم 12 عضوا على صلة بالخارج»، وقال البيان إنهم كانوا «يخضعون لإشراف عملاء مناهضين للثورة يعيشون في ألمانيا وهولندا» وقاموا بـ«أنشطة ضد الأمن القومي». وأضاف أنهم «حاولوا شراء أسلحة وكانوا يعتزمون القيام بأعمال تخريبية» لكن تم أسرهم قبل أن يتمكنوا من القيام بذلك، وعن الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، قال بيان الحرس الثوري إن «مخطط الشغب قد فشل».
من جهة اخرى، أفادت السلطات القضائية في إيران بأن الحكم في الدعوى المرفوعة ضد الإيراني ـ الألماني جمشيد شهرمد سيصدر قريبا.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إيسنا) عن المتحدث باسم السلطات القضائية مسعود ستايشي قوله امس «هذا الشخص متهم بالتخطيط لعمليات إرهابية في إيران وتنفيذها وسيصدر الحكم ضده قريبا».
ويواجه الرجل 67 عاما اتهامات بارتكاب عدة هجمات، بما في ذلك هجوم بالقنابل على مسجد في جنوب إيران في عام 2008، فضلا عن التجسس. ويشتبه في أنه قدم معلومات حول مواقع الصواريخ الإيرانية إلى أجهزة مخابرات أجنبية بصفته زعيما لمجموعة معارضة.
هذا ووجهت السلطة القضائية الإيرانية اتهامات لتسعة أشخاص بالتورط في اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زاده، على ما أعلن المتحدث باسم السلطة مسعود ستايشي امس. واوضح المتحدث أنهم متهمون بـ«التواطؤ في الإفساد بالأرض» و«التعاون مع اسرائيل»، وهما جريمتان يعاقب عليهما بالإعدام، في قضية اغتيال زاده في نوفمبر 2020.