لا حديث في سورية يعلو على حديث أزمة المحروقات التي اصابت بالشلل معظم مناحي الحياة، فيما يجهد جهابذة الاقتصاد والسياسة في البحث عن حلول ليس اقلها اعلان يومي الأحد المقبل والذي يليه عطلة رسمية، فضلا عن مقترحات بجعل العطلة الاسبوعية ثلاثة ايام بشكل دائم وتقليص ساعات العمل واعداد الموظفين، وغيرها من الحلول التي لا يمكن ان تستمر ما لم يتم حل لب المشكلة بإيجاد توريدات ثابتة للمحروقات.
وما يفاقم الازمة الانهيار المستمر لليرة التي لامست الـ 6 آلاف، مسجلة 5880 ليرة مقابل الدولار الأميركي.
ووصلت حالة الشلل الى الرياضة، اذ اعلن الاتحاد السوري لكرة القدم تأجيل مباريات المرحلة السابعة من مسابقة الدوري السوري الممتاز ومثله تأجل دوري كرة السلة والسبب واحد «صعوبة تنقل الأندية لعدم توفر المشتقات النفطية» بحسبما اورد موقع جريدة «الوطن».
ومع دخول الشتاء، زادت أزمة وقود التدفئة في معظم المحافظات، واصبحت حركة المواصلات والنقل العام شبه معدومة، وبالنسبة للكهرباء حدث ولا حرج، فقد تجاوزت ساعات التقنين اليومية العشرين ساعة قطع مقابل ساعة وصل في بعض المناطق، في حين أن التيار يغيب لأكثر من يوم في مناطق أخرى.
وعلى سبيل البحث عن حلول، أشاد الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة حلب د.حسن حزوري في تصريح لـ «الوطن» بتعطيل الجهات العامة يومي الأحد المقبلين، محبذا اتخاذه بشكل دائم لأن هذا الأمر يوفر تكاليف التشغيل للمؤسسات الحكومية العامة والتابعة للقطاع المشترك ومن شأنه توفير الوقود لوسائل نقل الموظفين، لكن هذه العطلة لن تحل المشكلة بالشكل الأمثل.
كما اقترح د.حزوري تخفيض عدد ساعات الدوام اليومي إلى النصف ما دامت البلاد تمر بأزمة في تأمين المشتقات النفطية لتوفير نصف عدد ساعات التشغيل، وكذلك تفويض المديرين بالمحافظات بتخفيض عدد الموظفين في الأقسام إلى النصف أيضا وفق نظام تناوبي، في ظل وجود فائض كبير بأعداد الموظفين في المؤسسات الخدمية والأعمال الإدارية، وهو ما من شأنه توفير مليارات الليرات شهريا على الحكومة من خلال توفير نفقات التشغيل وعدد ليترات المحروقات إلى 50%، كما حصل تماما خلال الحجر الصحي في ذروة انتشار جائحة كورونا في عام 2020.