أضرب العديد من العمال الإيرانيين وقاطع طلاب حصصهم الدراسية امس، وفق ما ذكرت مجموعات حقوقية، بينما أعرب الرئيس الأسبق محمد خاتمي عن تأييده للاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني.
ودعت مجموعات شبابية الناس للنزول إلى الشوارع وتحويل «يوم الطالب» الذي يتم إحياؤه سنويا إلى «يوم رعب بالنسبة للدولة».
وأغلقت العديد من المتاجر أبوابها بينما شوهد شباب يخرجون ضمن مسيرات ويهتفون بشعارات احتجاجية في أنحاء البلاد، متحدين في بعض الأحيان الحضور الأمني الكثيف، بحسب تسجيلات مصورة نشرها ناشطون ومجموعات حقوقية على الإنترنت.
وأظهر تسجيل مصور نشره مرصد «1500 تصوير»، الذي يتابع منصات التواصل الاجتماعي، طلابا وهم يهتفون في «جامعة أمير كبير للتكنولوجيا»: «لا تخافوا لا تخافوا، جميعنا معا».
بدورها، نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو تسجيلات مصورة لمتاجر مغلقة في طهران وقزوين ومدينة رشت (شمال) وديواندره الواقعة في محافظة كردستان التي تتحدر منها أميني، فضلا عن مدن أخرى.
ونشرت قناة «بي بي سي» الناطقة بالفارسية تسجيلا يظهر طلابا يحتجون على حضور الرئيس المحافظ إبراهيم رئيسي في جامعة طهران، قبل أن تصدهم قوات الأمن.
وفي خطاب أدلى به في حرم الجامعة، أشاد رئيسي بالترحيب الذي لاقاه من الطلبة، رغم التظاهرات وأعمال العنف التي تهز شوارع طهران منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر.
وقال بمناسبة «يوم الطالب»، الذي يحيي ذكرى مقتل ثلاثة طلاب بأيدي قوات الأمن في عهد الشاه عام 1953، «أشكر الطلاب الأعزاء وأصحاب النظرة الثاقبة الذين لم يسمحوا بتحول أجواء الجامعة إلى أجواء أعمال شغب».
من جهته، أعرب الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي عن تأييده للحركة الاحتجاجية التي أشعلتها وفاة مهسا أميني، واصفا شعارها الأبرز «امرأة، حياة، حرية» بأنه «رسالة رائعة تعكس التحرك باتجاه مستقبل أفضل».
وقال في بيان أوردته وكالة «إسنا» الإخبارية امس الاول، عشية «يوم الطالب»، إنه «يجب ألا يتم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما البعض»، وأضاف «يجب ألا يداس على الحرية من أجل المحافظة على الأمن.. وينبغي عدم تجاهل الأمن باسم الحرية».
وتحدث خاتمي أيضا ضد توقيف طلاب قادوا الاحتجاجات التي اندلعت في أنحاء إيران، وقال إن فرض القيود «لا يمكن أن يضمن في نهاية المطاف استقرار وأمن الجامعات والمجتمع».
في الأثناء، نددت شقيقة المرشد الاعلى الإيراني علي خامنئي بحملته القمعية على المحتجين في أنحاء البلاد ودعت الحرس الثوري لإلقاء السلاح، حسبما ورد في رسالة نشرها ابنها المقيم في فرنسا.
وانتقدت بدري حسيني خامنئي، المقيمة في إيران، المؤسسة الدينية منذ عهد المرشد السابق روح الله الخميني حتى حكم شقيقها، حسبما ورد في الرسالة التي تحمل تاريخ «ديسمبر 2022».
وكتبت في الرسالة التي نشرها نجلها محمود مرادخاني على حسابه على تويتر «أعتقد أنه من المناسب الآن أن أعلن انني أعارض تصرفات أخي وأعبر عن تعاطفي مع كل الأمهات اللائي يبكين بسبب جرائم ايران، منذ عهد الخميني إلى عصر الخلافة الاستبدادية الحالي (في حكم) علي خامنئي».
وجاء في الرسالة «على الحرس الثوري والمرتزقة التابعين لعلي خامنئي إلقاء أسلحتهم في أسرع وقت ممكن والانضمام إلى الشعب قبل فوات الأوان».