دمشق ـ هدى العبود
احتفلت وزارة الثقافة السورية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية احتفالية بإدراج ملف صناعة العود والعزف عليه على قائمة التراث الإنساني لليونيسكو وهو «ملف سوري ـ إيراني مشترك»، وذلك في قاعة الدراما في دار الأسد للثقافة والفنون.
وصدر قرار بالموافقة عليه خلال اجتماع الدورة السابعة عشرة للجنة الحكومية الدولية لحماية التراث الثقافي اللامادي المنعقد في العاصمة المغربية الرباط، ليضاف بذلك إلى التراث الإنساني العالمي عنصر آخر من عناصر التراث الثقافي اللامادي الذي تعتز سورية بعراقته وبديع صنعه.
وقالت الوزيرة لبانة مشوح إن صناعة العود والعزف عليه هو ملف سوري -إيراني عكس وجود مشتركات ثقافية متأصلة بين البلدين، ومن شأنها أن تعزز الحوار بين المختصين والممارسين والصناع وصولا إلى تلاقي رؤى وأفكار تطور الحرفة، مبينة أن الجهات المختصة في كل من البلدين أعدت أماكن تمركز هذا العنصر وخصائصه ومراحل تطوره والممارسات المرتبطة به، وأرخت لصناعة هذه الآلة الشجية.
بدوره، قال الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي «نحتفل الآن بحصاد إنجاز جماعي مشترك يعزز اسم سورية وحضورها على الخريطة التراثية والثقافية العالمية التي ساهم بها العديد من الجهات الرسمية والمدنية والأهلية وبجهود مشتركة مع الجمهورية الإيرانية الإسلامية».
وأفاد الألشي بأنه قبل أكثر من مائة وأربعين عاما صنع أول عود سوري على يد حرفي من دمشق، والتاريخ السوري غني بأسماء أشهر حرفيي صناعة هذه الآلة التي تناقلوها بشغف وإبداع وطوروا عليها وأثبتوا بصمتهم فيها، لتكون الآلة الموسيقية جامعة لأفراد المجتمع السوري على تنوعه وجزءا مهما من ذاكرته التراثية والثقافية.
والتقت «الأنباء» المايسترو السوري محمد علي السلوم فقال: ان صناعة آلة العود السورية تطورت عن شكلها التقليدي المتعارف عليه، مما تسبب في البداية إلى الاستهجان واعتباره خارجا عن المألوف، وهذا زادني إصرارا واجتهادا وتصميما أن ما قمت به من تغيير هو الصحيح وكان هذا التغيير ثمرة تعب نتاج سنوات طويلة من الدراسة والاهتمام من قبلي كعازف وصانع لتلك الآلة التي قضيت عمري شغوفا بأنغامها وتقاسيمها الشرقية، وأصبحت بالنهاية حقيقة وليس حلما أو خيالا من خلال حضورها الهام ورواجها بين العازفين عالميا وعربيا، كما أنني استطعت ان اترك بصمة تحمل اسمي من خلال صناعتها، فقمت بتصميم شكلا يناغي العود التقليدي من حيث الصوت والموسيقى، لكن هناك اختلاف من حيث الخشب والمفاتيح. كما أنني حافظت على شكل العود من الأمام، وصممت الظهر قطعة واحدة مسطحة مع زند عياري وعلبة مفاتيح من المعدن.. تحقق ذلك من خلال الدوزان الثابت الذي لا يتأثر بالعوامل الجوية مع ثبات الآلة للعود.
وبذلك نكون فعلا حجزنا مساحة كبيرة بين صناع ومطوري تلك الآلة، وحصدنا نتيجة عملنا ومثابرتنا لسنوات طويلة إدراجها على لائحة التراث الإنساني العالمي في منظمة اليونيسكو.