لدي صديق، تعمل زوجته مسؤولة في أحد المستشفيات الحكومية، وهي على دراية إلى حد كبير بأفضلية اختيار أماكن العلاج بين الخاص والحكومي بحسب المرض، نصحني بالخروج فورا من أحد المستشفيات الخاصة والذهاب فورا إلى المستشفى الأميري لمعالجة الوالد بعدما ذكرت له أن الدكتور المعالج للوالد قد طلب منه عمل عدة أشعات بأيام مختلفة لأمور ليست لها علاقة بمرضه!، حيث ذكر لي أن كل دكتور له نسبة على كل أشعة وتحليل يطلبه من المريض! من دون حسيب أو رقيب من وزارة التجارة ووزارة الصحة، بعد غياب الضمير المسؤول من قبل الطبيب المعالج وإدارة وملاك المستشفى الذين لا يهمهم علاج المريض ووقته وصحته بقدر كسب المال على حساب أموال الدولة!
بالمقابل ينطبق ذلك على أصحاب التأمين الصحي، حيث انتشر فيديو للإعلامي صلاح العلاج عن مريض يشكو من ألم في أذنه طلبوا منه أشعة بضعف السعر وأدوية بكمية فوق حاجته من بينها أدوية لألم المعدة!، كما ذكر أحد دكاترة العظام أن هناك إصابات بالإمكان معالجتها بالعلاج الطبيعي والأدوية الموضعية، لكن كون العمليات تدر أموالا أكثر للمستشفى ينصح الطبيب المريض الذي لديه تأمين بعمل عملية قد لا يحتاج لها!
وفي تجربة شخصية «إلى الآن محتر منها»، حيث أصبت قبل فترة قصيرة في عيني اليمنى أثناء ممارستي لأحد الأنشطة الرياضية مما أثر على نظري، راجعت أحد المستشفيات الخاصة، وبعد فحص بدائي من قبل الطبيبة، قررت بسرعة أنني بحاجة إلى عملية في الشبكية بسبب وجود قطع فيها، وبأنني بعد العملية سأشاهد طول حياتي شيئا مثل الذبابة بسبب الإصابة!، المهم ما ارتحت لكلامها «انحشت فورا من المستشفى الخاص»، وذهبت إلى مستشفى البحر للعيون، وتم فحصي من قبل طبيبين هناك، وبــعدها بـ 3 أيام ذهبت إلى مستشفى آخر، أجمعوا على أنني لا أحتاج بتاتا إلى عملية، فقط الإصابة تسببت في تجمع دموي بالعين، وهي بحاجة إلى قطرات لمدة أسبوع، ولله الحمد ما فيني إلا العافية.
يجب على وزارة التجارة ووزارة الصحة وقف التسيب وعدم الرقابة على عقود التأمين الخاص وتأمين عافية في ظل غياب الضمير لدى بعض ملاك العيادات والمستشفيات الخاصة، حيث يقول المثل: «إن المال السايب يعلم السرقة».. على حساب صحة المواطنين وعلى حساب المال العام، بالمقابل: على كثر الفلوس اللي يدخلونها من عقود التأمين، ولأن الدولة ما تفرض عليهم توظيف عمالة كويتية حتى ولو في الوظائف الإدارية البسيطة، لاحظت أن حتى القطو الموجود بمواقف سيارات المستشفى.. مو كويتي!
[email protected]