أثار قرار حركة طالبان الافغانية بتعليق دراسة الطالبات في الجامعات حتى إشعار آخر موجة واسعة من الاستنكار على الصعيدين العربي والدولي، حيث أعربت المملكة العربية السعودية عن استغرابها وأسفها للقرار.
ودعت المملكة، في بيان أصدرته وزارة الخارجية وأوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) امس، إلى «التراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق».
كما أدان البيت الأبيض القرار، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، في بيان امس، «إن الولايات المتحدة على اتصال بالحلفاء لمناقشة قرار وزارة التعليم العالي بحركة طالبان»، مشددة على «إدانة واشنطن لقرار طالبان الذي لا يمكن الدفاع عنه».
وأعلنت بدورها وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك امس أن حكومة طالبان في أفغانستان «قررت تدمير» مستقبل هذا البلد بحظر التعليم الجامعي على النساء.
وكتبت في تغريدة «بتدمير مستقبل البنات والنساء في أفغانستان، تكون طالبان قررت تدمير مستقبل بلدها» مضيفة «ربما تحاول طالبان جعل النساء غير مرئيات، لكن لن تنجح، العالم يراقب»، وقالت بيربوك إنها قررت طرح المسألة على جدول أعمال مجموعة السبع التي تتولى ألمانيا حاليا رئاستها الدورية.
كما أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه عن بالغ استنكاره في أعقاب القرار الذي اتخذته إدارة الأمر الواقع في أفغانستان، وأكد الأمين العام للمنظمة ـ في بيان نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس) امس ـ أن الخطوة التي اتخذتها حكومة الأمر الواقع من خلال وزارة التعليم العالي التابعة، لها تثير الفزع الشديد لمنظمة التعاون الإسلامي.
وأعربت المنظمة عن شجبها لهذا القرار، على الرغم من أنها لاتزال ملتزمة بسياسة التواصل مع إدارة الأمر الواقع، داعية سلطات كابول إلى التراجع عنه من أجل المحافظة على الاتساق بين وعودها وقراراتها الفعلية.
هذا وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش «قلقه العميق» لقرار طالبان، داعيا الحركة إلى ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كل المستويات.
وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم غوتيريش ـ في بيان ـ إن «الأمين العام يجدد التأكيد على أن الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمرا على مستقبل البلاد».
في الاثناء، منع حراس مسلحون امس مئات الشابات من دخول حرم جامعات أفغانية غداة إعلان حكومة طالبان حظر التعليم الجامعي للفتيات، ما يسدد ضربة أخرى لحقوق الإنسان في هذا البلد.
وبحسب وكالة «فرانس برس»، شوهدت مجموعات من الطالبات اللواتي تجمعن أمام جامعات في العاصمة كابول، وقد منعهن من الدخول حراس مسلحون وفيما كانت البوابات مغلقة.