يبدو ان اثر أزمة المحروقات الخانقة التي تعيشها سورية ستؤدي الى عزل المحافظات عن بعضها، مع توقف أو ندرة وسائل النقل وارتفاع أجورها بشكل خيالي في حال توافرت، ما يمنع السوريين من السفر لزيارة قراهم وأهاليهم خاصة في فترة عطلة الميلاد ورأس السنة.
ومع دخول عطلة نهاية العام الطويلة نسبيا هذه السنة، يشتكي الكثير من السوريين الذين يعملون في دمشق خاصة من عدم العثور على وسيلة تقلهم الى محافظاتهم، مع توقف حجوزات الحافلات الصغيرة (الفانات) لعدم توفر الوقود، واضطرارهم إلى دفع أضعاف تعرفة النقل في حال وجدت الوسيلة، نظرا لاضطرار أصحابها لشراء الوقود بسعر السوق السوداء.
وفي تقرير لموقع «أثر برس»، يقول أحد سائقي السرافيس التي تنقل المسافرين من وإلى المحافظات: أصبح البحث عن الوقود مشقة مادية ومعنوية، فحين نحصل عليه بالسعر الحر ندفع أضعافا مضاعفة، وعند زيادة الأجرة على المسافرين يتذمرون من الوضع والحل فقط بالسماح لنا بالتزود بمادة الوقود أكثر من ثلاث مرات في الشهر أو سنتوقف، موضحا أن أكثر من 14 سرفيس وفان خاصا تعمل على خط حماه ـ دمشق توقفت عن العمل للنقص الحاد في الوقود.
وقال سائق سرفيس آخر يعمل على خط دمشق ـ درعا «إن نقص الوقود والتأخر في تزويدنا بالمازوت يضطرنا إلى شرائه بسعر حر يصل إلى 275 ألفا للتنكة». واشار الى أن شريحة من السائقين تجد أن بيع مخصصاتها من المازوت أو جزء منها أكثر ربحا من النقل، حيث إنهم لا يستهلكون المركبة ويقللون من عمليات الإصلاح، خاصة أن هناك طلبا على شراء المازوت للتدفئة مع دخول الشتاء وعدم توافر المازوت.
وقبل أيام أعلنت ثلاث شركات كبيرة لنقل الركاب بين المحافظات السورية توقف جميع رحلاتها إلى أجل غير مسمى بسبب أزمة المحروقات الخانقة التي تسبب لبعضها خسائر يومية تقدر بـ 10 ملايين ليرة.
وأوقفت شركات «المطرب» و«الأهلية» و«السراج» رحلاتها قبل عطلتي الميلاد ورأس السنة، ما زاد الأعباء على الأهالي الذين يعانون من شلل شبه كامل في قطاع المواصلات.
وقال نزار المطرب مدير شركة «المطرب»، إن رحلاتهم متوقفة منذ يوم الأربعاء قبل الماضي لعدم توافر المازوت لدى الشركة، وان الرحلات ستبقى متوقفة حتى تصلهم المخصصات من المحافظة، وفق ما نقلت عنه صحيفة «الوطن».
واتخذت شركة «السراج» الموقف ذاته في بيان عبر صفحتها على موقع فيسبوك، أما شركة «الأهلية» فقالت إن «أزمة توريد المحروقات أثرت في 90% من نشاط الشركة».