أثار قرار محافظة دمشق إزالة دوار «السبع بحرات» أحد اشهر معالم العاصمة استياء كبيرا بين السوريين عموما والدمشقيين خصوصا، بين من اعتبر أن هناك ما هو أكثر ضرورة من اعادة التأهيل في ظل الفقر والجوع المنتشر بسبب الأزمة الاقتصادية والغلاء، وبين من اعتبره تغييرا في ملامح المدينة العريقة.
ولم تفلح تبريرات مسؤولي المحافظة ومنهم مدير الدراسات الفنية فيها معمر دكاك بأن الهدف إعادة تأهيله وفق تصميم جديد يراعي الجانب الجمالي مع الحفاظ على البحرات السبع، ولا تأكيده ان المحافظة لم تتكلف ماديا بسبب المشروع كونه مبنيا على نفقة المجتمع الأهلي وبإشراف المحافظة.
ولم تقنع هذه الحجة رواد مواقع التواصل الاجتماعي وقالت نجلاء السعدي: «عن أي مجتمع أهلي تتحدثون؟ أليس الأولى إطعام الفقراء يا مجتمع المظاهر والبريستيج».
واشارت الى ما يمثله الدوار من تاريخ حيث تمت اعادة ترميمه وتأهيله عام 2019، باعتباره من أقدم المعالم الدمشقية التي ترمز إلى رحيل الاحتلال الفرنسي بعدما قام الثوار بقتل الضابط ديكار بنتري الذي كان الدوار يحمل اسمه، قبل تغييره.
وأعرب محمد جمال عن أسفه على تكاليف صيانة الساحة العام الماضي وصرفت «على الفاضي» وهو ما عبر عنه عماد، قائلا «ازالة دوار سبع بحرات وهدر الملايين لتجديده، مع ابقاء الحفر في الشوارع، واضاف ساخرا «وابقاء السادة في مناصبهم ليكملوا المشوار».
وفي منشور ساخر آخر، قال عماد علي: «كم هم مهتمون بالبلد وجمال البلد»، معتبرا أن «المبلغ المرصود لتمويل تجديد الساحة يكفي سعر مازوت لسنة كاملة لكل سورية!».
وانتقد تفشي الفساد قائلا «أم ان هكذا مشاريع تتيح مجالا اكبر للسرقة والفساد من توريد الوقود اللازم للبلد». وتساءل «على اساس لا توجد سيولة لتمويل زيادة الرواتب والأجور ونقود لتوريد وتأمين الغاز والفيول لمحطات الكهرباء... واخ يا بلد».
الموضوع بالنسبة لأحد سكان المنطقة ويدعى أحمد كان اكثر عاطفية حيث قال «تراث متل السبع بحرات يفعل فيه ذلك، لماذا؟ أي جمالية تلك؟» وأضاف بحرقة «وانا نازل من البيت انحرق قلبي على هذا المنظر». وتضاربت تصريحات مسؤولي المحافظة بين من توقع الانتهاء منه خلا 3 اشهر او خلال 6 اشهر.
ونشرت مواقع اخبارية سورية صورة افتراضية للدوار بشكله الجديد والذي لا يختلف كثيرا عن القديم.