بيروت - عمر حبنجر
الدولار مازال مالئ الدنيا وشاغل الناس في لبنان.. بتوقيع ملون، أسقط حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، سعر الدولار الأميركي من 47 ألف ليرة في السوق الموازية، إلى 42 ألفا، وبتوقيع مماثل، رفع سعره على منصة صيرفة من 32 ألفا إلى 38 ألف ليرة، إلا انه عاد صباح أمس ليرتفع في السوق السوداء إلى 44 ألفا والآتي أعظم.
أما على صعيد الرئاسة الشاغرة، والتي كثر طالبو ودها، فمازالت في إجازة رأس السنة، فيما بقي رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل المتحرك الوحيد نسبيا، حيث استغل مناسبة الأعياد لعقد اللقاءات تحت عنوان المعايدة، وصولا الى المضمون الرئاسي.
وتقول مصادر التيار ان لقاءات باسيل تأتي في سياق تسويق مبادرته الرئاسية، وفي برنامجه لقاءات جديدة مع حزب الله ومع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالإضافة الى شخصيات وفعاليات سنية.
وبحسب جريدة «الأخبار» فإن باسيل مازال يعارض السير بأي من المرشحين البارزين الذين يمثلون المحاور المختلفة، في إشارة منه إلى الوزير السابق سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
وتضيف المصادر ان باسيل يبحث عن مرشح رئاسي بخلفية اقتصادية، بحيث يكون أسير دعمه السياسي، ودائم الحاجة إليه، وهنا يتردد اسم الوزير السابق جهاد أزعور، المسؤول عن أحد قطاعات البنك الدولي في العالم.
إذاعة «صوت لبنان» سألت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى، عما اذا كان الطرح وصل الى الكتلة وما موقفها، فأجاب: الأمور لا تتمحور حول اسم يطرحه أحدهم، علما ان هذا الاسم لم يطرح على كتلة التنمية والتحرير.
النائب الاشتراكي وائل أبوفاعور، وبعد لقائه الرئيس بري موفدا من رئيس حزبه وليد جنبلاط، اكد على ضرورة الحوار، وقال ردا على سؤال حول إمكانية التفاؤل قريبا: «للأسف وحتى اللحظة، الحوادث التي تجري هي بداية، لكن لا يمكن ان نغش أنفسنا ونقول ان هناك مؤشرات تفاؤل».
إلى ذلك، يطل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عند الساعة الثامنة والنصف، من مساء غد الجمعة، عبر قناة «المنار» ليتناول الاستحقاق الرئاسي والتطورات المحيطة به، لاسيما التحركات الخارجية، كما سيحدد مواقف الحزب مما يجري في المنطقة خصوصا تسلم بنيامين نتنياهو رئاسة الحكومة الإسرائيلية.
وبالعودة الى أزمة الدولار، انشغلت الدوائر القضائية بما تبلغه النائب العام التمييزي غسان عويدات حول عزم مدعين عامين وقضاة تحقيق ألمان وفرنسيين ومن لوكسمبورغ، المجيء الى لبنان للتحقيق مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة شخصيا، بقضايا مالية مرتبطة بثروته، وباختلاسات، حيث احتج البعض هنا، بداعي ان ذلك يشكل نوعا من الوصاية القضائية الدولية على لبنان، فيما سها عن هذا البعض حجم مسؤولية تقاعس القضاء اللبناني المعتكف عن العمل منذ 6 أشهر.
ويقول الخبير الاقتصادي والمالي د.ايلي يشوعي ان منصة صيرفة، منذ ان وجدت هي مصدر للأرباح غير المشروعة، ومعبرا لتهريب الدولارات الى خارج الحدود.
وأعطى يشوعي مثالا لإذاعة «صوت لبنان» الكتائبية التجار المستوردين من الخارج، فهؤلاء يحصلون على الدولار من منصة صيرفة، والذي يكون عادة أقل بعدة آلاف من الليرات عن السعر الحقيقي في السوق، ومن يضمن للبنانيين ان هذا التاجر يبيع بضاعته المستوردة على سعر دولار السوق الموازية (السوق السوداء)؟