ها نحن في بدايات العام الجديد، بعد أن ودعنا عاما مضى بخيره وشره، فهناك من تحققت أحلامهم، وهناك من تبددت آمالهم، لكن ورغم كل ما مضى ومع حق الجميع في تمني الأفضل إلا أنه علينا أن نكون منصفين لأنفسنا، فلا نبكي على ما مضى وما مر بنا من مصاعب ومآس وأمور سببت لنا المتاعب والأرق، وعلينا أن نتعلم من أخطائنا وعثراتنا، وأن نكون أكثر تفاؤلا بالقادم عملا بقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم «يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا».
عام مضى من أعمارنا بحلوه ومره، وعام قادم وسيذهب أيضا والناصح من اجتهد واستفاد من أخطائه وحاول تعويض ما خسره في جميع المجالات الدينية والدنيوية.. هناك أشخاص أعزاء على قلوبنا رحلوا عنا وأصبحنا نفتقدهم ونتذكر المواقف المشتركة معهم ونترحم عليهم، بل ونتمنى لو كانت أمورنا وعلاقاتنا معهم أفضل من حيث التسامح وتلافي الأخطاء والتجاوز عن صغائر الأمور ومسببات المنغصات في العلاقات الأخوية بين الناس.
نعم، هناك أمور يجب تجاوزها والتغاضي عنها، خصوصا مع ذوي القربى والأرحام والأصدقاء، وحتى زملاء العمل والجيران، فالتسامح من شيم الكرام والتواصل الطيب سيكون له الكثير من الأثر على العلاقات بين الناس، ولو فكرنا قليلا في بعض الأمور لوجدنا أن ما يجمعنا من الخير أكثر وأكبر من أن تسبب لنا بعض الخلافات البسيطة القطيعة بين الأرحام والأحبة من أهل وأصدقاء.
إخواني وأخواتي، نتمنى أن نبدأ عامنا الجديد بالتسامح والتصالح بين أنفسنا من جهة ومع الآخرين من جهة أخرى، وأن يكون شعارنا العمل الجاد والعطاء المخلص والأمانة في إنجاز واجباتنا المهنية والأسرية والاجتماعية بعيدا عن الفوضى وما ينتج عنها من حقد وضغينة بين الناس، فكل بذرة خلاف بين شخصين تهدم لبنة من لبنات مجتمعنا الذي نتمنى أن يكون في أحسن حالاته، لأن ذلك ينعكس علينا وعلى أسرنا بالإيجاب.
لنبتعد عن الحقد والبغضاء والكراهية، وليكن شعارنا الإخلاص والتفاني والأمانة والتعاون لما فيه الصالح العام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة».
لنراجع أنفسنا أولا، ولنتق الله تعالى في علاقاتنا، وفي القيام بالواجبات وأداء الأمانة قبل المطالبة بالحقوق.
تفــــاءلوا بالأفضل.. وفيكم الخير والبركة.