- «حدائق الأسرار» عن التفكك الأسري!«أنا الملك» كشفت زيف العلاقات الإنسانية
الدار البيضاء - مفرح الشمري
تتواصل عروض مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 13 التي تنظمها الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الثقافة المغربية، وذلك على عدة مسارح في «الدار البيضاء»، حيث عرضت أمس الأول ثلاث مسرحيات ضمن المسار الثاني الخاص بمسابقة سمو الشيخ د.سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة، ففي مسرح «مولاي رشيد» عرضت مسرحية «خلاف» من العراق للمخرج مهند هادي عن نص كتبه بنفسه، وبطولة هيثم عبدالرزاق، سهى سالم، مرتضى حبيب، ومعهم علي عادل السعيدي، حسين أمير، علي صباح وأسامه خضر.
وتناول العرض حكاية «أمل» التي يسعى نجلها «كامل» إلى إقناعها بالسفر خارج موطنها وتحديدا الى إسطنبول، وتتصاعد أحداث المسرحية حينما يصل الى «أمل» خبر أن نجلها اختفى في ظروف غامضة، لتكتشف أمام المحقق الذي استدعاها للسؤال عنه، بأنه انضم في إسطنبول إلى عصابة إرهابية لتصب «أمل» غضبها على السلطة التي تلعب على العقائد الدينية في جميع مشاكلها التي تتعرض لها.
ورغم أن شخصية «أمل»، التي جسدتها الفنانة سهى سالم، اسم يحمل الأمل دائما، إلا أن «أمل» في مسرحية «خلاف» كانت اسما على غير مسمى!
وعلى خشبة مسرح «مركب محمد الزفزاف الثقافي» عرضت تونس مسرحيتها «أنا الملك» المقتبسة من نص «الملك أوديب» لتوفيق الحكيم، من إخراج معز حمزة وتمثيل نور الدين العياري وفاتن الشوايبي وضياء منصوري وأروى جندوبي، بالإضافة الى معز حمزة.
انطلقت المسرحية من المقولة الشهيرة «مات الملك، عاش الملك» لتكشف زيف العلاقات الإنسانية، معتمدة على اللونين الأبيض والأسود وينضم لهما اللون الأحمر، خصوصا في لوحات الصراع بين الحياة والموت والبقاء، فلا حياة من دون إراقة الدماء بما في ذلك بقاء الملوك على كراسي السلطة الذين يلجأون لإراقة الدماء لإقصاء من يعارضهم من الشعب المعارضين وذلك للبقاء في السلطة أطول فترة.
نجح مخرج «أنا الملك» معز حمزة في إبراز الصراع السياسي، وسياسة البقاء للأقوى، وكذلك الأداء الجميل الذي شعر به الحضور من الممثلين على خشبة المسرح.
أما على خشبة مسرح «محمد السادس» فتم عرض العمل المغربي مسرحية «حدائق الأسرار»، تأليف وإخراج محمد الحر، وتمثيل جليلة التلمسي وهاجر الحميدي والمقتدر ياسين أحجام، وسينوغرافيا مصطفى العلوي.
تناولت المسرحية حقيقة العلاقة الأسرية التي بدت في ظاهرها متينة، لكنها في عمقها وواقعها يسودها التوتر والصراع والتفكك الأسري، فكل فرد منها له همومه ومأساته ويعيش في صمت وعزلة.
الصمت الذي عاشه الحضور ينفجر مع ظهور الفتاة التي خرجت من الثلاجة، وكأنها كانت مجمدة، وكأن في خروجها ثورة على الواقع ومحركا للأحداث وكشفا للصراع الخفي في العائلة التي بدا تماسكها قويا وهي في الحقيقة على حافة الانهيار، لأن أفرد عائلتها يتكتمون عن البوح بما في دواخلهم، وذلك من أجل الحفاظ على وحدة الأسرة وتماسكها المصطنع.