الدار البيضاء - مفرح الشمري
قدمت جمهورية العراق الشقيقة على خشبة مسرح مركب محمد الزفزاف عرضها المسرحي «ميت مات» ضمن عروض مهرجان المسرح العربي في دورته الـ 13 التي تنظمه الهيئة العربية للمسرح في الدار البيضاء، بالتعاون مع وزارة الثقافة بالمملكة المغربية الشقيقة.
العرض من تأليف وإخراج: علي عبدالنبي الزيدي، تمثيل: محسن خزعل ومخلد جاسم، وهو يتنافس على المسابقة الرسمية لجائزة سمو الشيخ د.سلطان القاسمي حاكم إمارة الشارقة بنسختها العاشرة.
النص فلسفي ويثير الجدل في بعض مشاهده التي تتحدث عن «انتظار غودو» و«انتظار مولاي»، وذلك من خلال حوارات فلسفية تحمل بين طياتها الكثير من الأسئلة التي لا تجد إجابة عنها في العرض بطريقة مباشرة، وإنما مع مرور الوقت يلقى المتلقي ضالته من خلال أداء الممثلين السلس.
محسن خزعل ومخلد جاسم ظهرا في العرض كراويين وشاهدين وبطلين مغتربين في عالم مضطرب إنسانيا، لنكتشف في نهاية العرض انهما تمثالان انتهت مدة بقائهما في المتحف، وانتهت مشاهدة الناس لهما ويجب إدخالهما في المخازن.
«ميت مات» عرض يستحق المشاهدة، لأن أحداثه لا ترتبط بمكان أو زمن محدد، وصالح لجميع الأزمان ما دامت البشرية تعاني من بعض ما يحدث لهما سواء من السلطة أو من غيرها.
أما على خشبة مسرح «مولاي رشيد»، فعرضت المسرحية السورية «سوبر ماركت» التي كتبها المسرحي الإيطالي داريو فو، وأعدها وأخرجها الفنان القدير أيمن زيدان، تمثيل: حازم زيدان وخوشناف ظاظا وسالي أحمد ولمى حدو وياسر سلمون، وغيرهم.
العرض قُدم باللهجة السورية الشعبية ونال إعجاب الجميع، على الرغم من أنه ضمن عروض المسار الأول (خارج المسابقة)، لاسيما أن المشكلة المطروحة بالنص ما زالت قائمة وموجودة في وطننا العربي ألا وهي قضايا البسطاء ومعاناة وأحوال الناس والتي تمت مناقشتها من خلال قصة تدور حول سرقة «سوبر ماركت» بعد أن رفعت الحكومة الأسعار لتثور ثائرة الشعب.
«الأنباء» تقود المؤتمرات
تصدت «الأنباء» لقيادة المؤتمرات الصحافية الصباحية التي تعقد يوميا لتقديم الفرق المسرحية المشاركة في الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي، حيث قادت «الأنباء» أول من أمس ثلاثة مؤتمرات، الأول مؤتمر فريق المسرحية العراقية «ميت مات»، والثاني الخاص بفريق مسرحية «سوبر ماركت» السورية، والثالث مؤتمر فريق المسرحية المغربية «بريندا»، فكل الشكر للهيئة العربية للمسرح على هذه الثقة بـ«الأنباء» والعاملين فيها.
المسرح فن الأسئلة!
يواصل المؤتمر الفكري في المهرجان عقد جلساته بمشاركة ثلاثة أسماء لها تجارب، وتعتبر نماذج بارزة في المشهد السينوغرافي للمسرح المغربي، وهم: عبدالمجيد الهواس ويوسف العرقوبي وطارق الربح.
انطلق المؤتمر بكلمة للأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله، جاء فيها: لن يمر تاريخ المسرح العربي اليوم مرور الكرام، هنا سيتوقف ويطيل النظر والاستماع والاستمتاع، فمؤتمركم هذا ليس مجرد مؤتمر نسجله في ملفاتنا ونمضي انه مؤتمر المساءلة والمسرح فن الأسئلة، والمساءلة «هل هناك من جديد؟»، هنا مكمن السؤال الذي لن يمر مرور الكرام على محفلكم.