قدمت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت استقالتها من منصبها عقب سلسلة «هفوات»، في وقت تسارع برلين من جديد لزيادة دعمها العسكري لأوكرانيا من خلال تزويدها دبابات.
وتعرضت لامبرخت خصوصا لانتقادات من كل حدب وصوب منذ ظهورها في مقطع فيديو تقدم فيه التهاني بمناسبة حلول العام الجديد وتشيد بـ«اللقاءات» التي أتاحتها لها الحرب في أوكرانيا.
وقالت لامبرخت في بيان إن «تركيز وسائل الإعلام على شخصي على مدى أشهر لا يسمح إطلاقا بإقامة علاقات ومحادثات موضوعية حول الجنود والجيش الألماني وتوجهات السياسة الأمنية بما في ذلك مصلحة مواطني ألمانيا».
وأضافت الوزيرة الاشتراكية الديموقراطية «طلبت من المستشار إعفائي من مهامي كوزيرة الدفاع الفيدرالية».
وعبر المستشار أولاف شولتس على هامش زيارة إلى مدينة أولم (جنوب غرب) عن «احترامه الكبير» للقرار الذي اتخذته لامبرخت و«شكرها بحرارة» على العمل الذي أنجزته في سياق حرب دائرة في أوروبا.
وأكد أن لديه «فكرة واضحة» عمن سيخلف لامبرخت.
ويتم التداول بأسماء عدة في الصحافة بينها: إيفا هوغل مفوضة الدفاع في البوندستاغ (البرلمان الألماني) والمكلفة بإعداد تقرير سنوي حول وضع الجيش، ولارس كلينغبايل وهو أحد زعماء حزب لامبرخت، الحزب الاشتراكي الديموقراطي.
وأفادت صحيفة «بيلد» الألمانية بأن شولتس قد يكون مستعدا لكسر المناصفة في فريقه الحكومي غير المسبوقة في ألمانيا.
وتبلغ لامبرخت 57 عاما وكانت وزيرة العدل في الحكومة السابقة برئاسة انجيلا ميركل. وقد ارتكبت سلسلة هفوات منذ بدء الحرب في أوكرانيا في 24 فبراير2022.
فقد أثارت انتقادات من السلطات الأوكرانية بإعلانها إرسال خمسة آلاف خوذة فيما كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي يطالب بأسلحة ثقيلة.
كما استخدمت مروحية عسكرية للذهاب في عطلة مع ابنها البكر.
وشكل مقطع الفيديو الذي تقدم فيه التهاني بمناسبة رأس السنة، ذروة الهفوات.
وظهرت في التسجيل المصور وسط برلين وسط رياح شديدة متحدثة عن الحرب في أوكرانيا فيما المفرقعات والألعاب النارية تدوي بمناسبة عيد رأس السنة، وقالت إن هناك «حربا مندلعة وسط أوروبا» متحدثة عن «الكثير الكثير من اللقاءات مع أشخاص مثيرين للاهتمام ورائعين.
وأضافت «لذلك أقول شكرا جزيلا».
وجسدت أيضا لامبرخت أوجه القصور في الجيش الألماني الذي يعاني من تقادم عتاده ويواجه صعوبات في تجديده.
وفي أحدث لائحة أصدرها معهد «إنسا»، حلت لامبرخت في المركز الأخير للشخصيات السياسية خلف قادة حزب البديل لألمانيا اليميني المتطرف. وأظهر استطلاع للرأي أن أكثر من ثلثي الألمان (77%) يؤيدون استقالتها.
وأوردت قناة «ايه ار دي» العامة أن «لامبرخت لم تنجح يوما في التخلص من الألقاب السلبية الكبيرة»، مشيرة إلى أخطائها السياسية العديدة التي غالبا ما تقترن بتواصل أخرق».