مفرح الشمري
بعد نهاية أنشطة الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي الذي اقيم في الفترة من 10 الى 16الجاري في الدار البيضاء برعاية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي تصدت لتنظيمه الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل في المملكة المغربية الشقيقة، وشاركت في عروضه 14 عرضا مسرحيا من دول مختلفة خليجية وعربية احتضنتها خشبات مسارح محمد السادس ومولاي رشيد ومسرح محمد الزفزاف بعد اعتذار الجزائر عن عدم المشاركة على الرغم من اختيار عرضها المسرحي «الجاثوم» في المهرجان التي انقسمت عروضه المسرحية الى مسارين، المسار الاول «خارج المسابقة» وتضمن (4) عروض وهي «آي ميديا» الكويت، «سوبر ماركت» سورية، «فاصل زمني» الأردن، «ماذا أفعل هنا بحق الجحيم» مصر، بينما شاركت (10) عروض مسرحية في المسار الثاني «جائزة سمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي بنسختها العاشرة» وهي «الروبة» تونس، «أمل» العراق، «أنا الملك» تونس، «بريندا» المغرب، «تائهون» تونس، «حدائق الأسرار» المغرب، «خلاف» العراق، «رحل النهار» الإمارات، «شا طا را» المغرب، «ما تبقى لكم» المغرب، «ميت مات» العراق.
فعلى مدى 7 ايام متتالية عاش ضيوف المهرجان حراكا مسرحيا جميلا من خلال عروض المهرجان ومؤتمراته وورشه التدريبية وندواته التطبيقية، وهذا ان دل فإنما يدل على التنظيم الجيد التي قامت به الهيئة العربية للمسرح بالتعاون مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية الشقيقة وفريق عملها الذي لا يكل ولا يمل لإبراز هذه الدورة التي اقيمت بعد سنتين من التأجيل، بسبب جائحة كورنا، فكانت بالفعل دورة «التحديات والانتصارات» كما اسماها الامين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب الاماراتي القدير اسماعيل عبدالله، دورة حملت بين طياتها احلام المسرحيين العرب لتقديم مسرح عربي جديد ومتجدد يواكب التطورات التي تدور حوله حتى يصل الى اقصى بقعة في هذا العالم.
الجميل في هذه الدورة، التقاء المسرحيين والنقاد العرب بعد انقطاع دام سنتين شعروا خلالها بـ«اليتم» للمكانة الكبيرة الذي يمثله هذا المهرجان في نفوسهم والذي يعتبرونه هدية كبيرة قدمها لهم «الاب الروحي» للمسرح العربي سمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي حاكم امارة الشارقة، هدية لا تقدر بثمن من خلال الانشطة التي ينظمها هذا المهرجان الذي اصبح من المهرجانات المسرحية الفريدة التي تقام في وطننا العربي الكبير.
التنافس الكبير الذي شهدته الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي في عروضه المسرحية المشاركة في جائزة سمو الشيخ د.سلطان بن محمد القاسمي بنسختها العاشرة، دليل واضح على ان مسرحنا العربي بخير بوجود مخرجين واعين من الكبار والشباب لديهم القدرة على تحمل المسؤولية للمحافظة على هذا الحراك المسرحي العربي سواء في دول المغرب العربي او في دول الخليج، وهذا التنافس جعل الجميع في حيرة لعدم معرفة اسم المسرحية الفائزة بجائزة سمو الشيخ د.سلطان القاسمي حتى اعلان لجنة تحكيم المسابقة ذلك، وهذا يدل على اننا نسير في الاتجاه الصحيح حتى وان وجدت بعض الهنات في العروض المشاركة.
فوز مسرحية «رحل النهار» لفرقة مسرح الشارقة الوطني، أفرح الجميع وخصوصا دول الخليج لأنها مسرحية ناقشت الهم العربي برؤية اخراجية واعية جدا من قبل مخرجها محمد العامري الذي عرف «من أين تؤكل الكتف»، فعلى الرغم من مشاركاته السابقة إلا انه لم يحظ بهذا الفوز، ولكن من خلال مسرحية «رحل النهار» اثبت ان العاشق للمسرح لا يكل ولا يمل من المشاركة والمنافسة حتى يحقق ما يسعى اليه خصوصا ان المسرح الاماراتي يعيش حالة ازدهار وانتشار في وقتنا الحالي، وهذا الفوز دليل على أن هناك في المسرح الاماراتي رجالا يحرصون دائما على ابراز مسرحهم بالشكل اللائق.. فألف مبروك لدولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة هذا الانجاز، وألف شكر للهيئة العربية للمسرح ووزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية الشقيقة على تنظيم الدورة الـ13 لمهرجان المسرح العربي.. دورة التحديات والانتصارات.. والقادم أجمل بإذن الله.