قتل 47 شخصا على الأقل وأصيب حوالي 150 آخرون بجروح، معظمهم من عناصر الشرطة، في هجوم أمس على مسجد داخل المقر العام لشرطة بيشاور في شمال غرب باكستان، وأعلنت حركة طالبان باكستان في وقت لاحق مسؤوليتها عن الهجوم، وفقا لما ذكرته قناة جيو الباكستانية.
ووقع الانفجار أثناء صلاة العصر. وأدى إلى تطاير سقف وأحد جدران المسجد، حسبما أفادت وكالة فرانس برس، وشوهد جرحى غطتهم الدماء يخرجون من المسجد الذي لحقت به أضرار، وجثث قتلى تم نقلها في سيارات الإسعاف.
وقال محمد إعجاز خان رئيس شرطة بيشاور، إن 300 إلى 400 شخص يتواجدون عادة داخل المسجد في وقت الصلاة.
وكان غلام علي حاكم ولاية خيبر بختونخوا وعاصمتها بيشاور قد صرح للصحافة، ان «معظم الضحايا من الشرطة». فيما قامت فرق الإطفاء بعملية إنقاذ واسعة النطاق.
ويعد المقر العام للشرطة في بيشاور من المناطق الخاضعة لإجراءات مشددة في المدينة. ويضم مباني وكالات استخبارات مختلفة.
وبحسب الشرطة، فقد وقع الانفجار في الصف الثاني من المصلين المتجمعين للصلاة.
من جهته، قال الشرطي شهيد علي الذي نجا من الانفجار، بحسب فرانس برس، إن التفجير وقع بعد ثوان من بدء الصلاة. وأضاف: «رأيت دخانا أسود يتصاعد في السماء.
ركضت إلى الخارج لإنقاذ حياتي»، مشيرا إلى أن «صرخات الناس لاتزال تدوي في رأسي. كانوا يصرخون طلبا للمساعدة».
وقالت مصادر رسمية من شرطة بيشاور، إن الانتحاري كان يستهدف أفراد الشرطة، مضيفة أن المفجر تمكن من التسلل إلى المنطقة شديدة الحساسية قبل أن يفجر نفسه في المسجد.
وفي هذه الأثناء، وضعت العاصمة وبقية البلاد، خصوصا المناطق الحدودية مع أفغانستان، في حالة تأهب أمني مشددة بعد الانفجار في بيشاور.
وفي أول رد فعل على الهجوم، أدان رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف التفجير بشدة، قائلا إن الأمة بأسرها تقف متحدة ضد تهديد الإرهاب. مضيفا أن تنفيذه داخل المسجد يثبت أن المتورطين في الهجوم «ليس لهم علاقة بالإسلام».
وقال: «هؤلاء الإرهابيون يحاولون بث الخوف من خلال استهداف من يقومون بتأدية واجبهم بالدفاع عن باكستان»، مؤكد أن الحكومة الائتلافية سوف تتخذ إجراء صارما ضد المتورطين.
وقال وزير الدفاع خواجه محمد آصف في تصريحات صحافية إن سقف المسجد سقط بسبب شدة الانفجار.
وأكد آصف أنه سوف يتم استعادة القانون والنظام في إقليم خيبر بختونخوا بمجرد اتخاذ إجراءات. وأضاف أنه على الرغم من تلقيهم تهديدات، فإنه لا يمكن منع المواطنين من دخول المسجد.
وأدان وزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري الهجوم، وقال إنه يجب اتخاذ إجراء صارم ضد الإرهابيين ومؤيديهم ومن يقدمون لهم المساعدة.
هذا وأدانت الإمارات بشدة، التفجير الإرهابي، وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، الرفض الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب التي تستهدف زعزعة الأمن والاستقرار وتتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية.
وأعربت الوزارة عن خالص تعازيها لحكومة باكستان وشعبها، ولأهالي وذوي ضحايا هذا التفجير، وعن تمنياتها بالشفاء العاجل لجميع المصابين.
كما أدانت مصر امس الحادث وتقدمت في بيان لوزارة الخارجية، بخالص التعازي والمواساة لجمهورية باكستان الصديقة ولذوي الضحايا. وشددت مصر على إدانتها لكل أشكال العنف والتطرف والإرهاب، متمنية الشفاء العاجل للمصابين.
وأدانت البحرين بشدة، التفجير الإرهابي وأكدت وزارة الخارجية البحرينية في بيان تضامن البحرين التام مع باكستان في حربها ضد الإرهاب، ورفضها المطلق لاستهداف دور العبادة وترويع الآمنين، واستنكارها لأعمال العنف والإرهاب بجميع صورها وأشكالها ومهما كانت دوافعها أو مبرراتها، والتي تتعارض مع المبادئ والقيم الأخلاقية والدينية والإنسانية كافة.
بدورها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية التفجير وأكدت الوزارة، في بيان، تضامن الأردن مع حكومة وشعب باكستان، ورفضها لكل أشكال العنف والإرهاب، وخاصة تلك التي تستهدف دور العبادة.
«التعاون الخليجي» يدين التفجير الإرهابي الانتحاري في بيشاور
أدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د.نايف الحجرف التفجير الإرهابي الانتحاري، الذي استهدف مسجدا في مدينة بيشاور بباكستان، وأدى إلى مقتل وإصابة العشرات من الأبرياء إثر التفجير.
وأكد الحجرف وفقا لما أوردته وكالة الأنباء السعودية (واس) وقوف مجلس التعاون مع حكومة جمهورية باكستان الإسلامية في مواجهة الإرهاب والمتطرفين، مشيرا إلى موقف مجلس التعاون الثابت تجاه الإرهاب بجميع أشكاله ودوافعه، معربا عن استنكاره هذه الجريمة النكراء التي تتنافى مع جميع الشرائع والقيم الإنسانية.
وأعرب الحجرف عن خالص التعازي والمواساة لذوي الضحايا، ولحكومة وشعب باكستان، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين.
في سياق متصل، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بشدة التفجير الانتحاري.