تعطلت حركة النقل العام والمدارس ومصافي تكرير النفط في فرنسا امس، حيث قادت النقابات العمالية موجة ثالثة من الإضراب على مستوى البلاد ضد خطط الرئيس إيمانويل ماكرون لمد سنوات العمل للفرنسيين لفترة أطول قبل التقاعد.
وجاءت حركات الإضراب في قطاعات كثيرة واحتجاجات الشوارع امس بعد ساعات من بدء مساعي تمرير قانون إصلاح نظام التقاعد عبر البرلمان، في اختبار لقدرة ماكرون على سن التغيير دون أغلبية عاملة في الجمعية الوطنية (البرلمان).
على صعيد حركة الملاحة الجوية، حذرت الهيئة المشرفة على النقل الجوي في فرنسا من حصول تأخير في الرحلات، أما المضربون في قطاع الكهرباء فقد تسببوا بتراجع في الانتاج قدره 4500 ميغاواط تقريبا أي ما يوازي قدرة أكثر من أربعة مفاعلات نووية من دون أن يؤدي ذلك إلى انقطاعات في التيار على ما أكد الاتحاد العمالي العام (CGT) وشركة «كهرباء فرنسا».
وألغيت خدمات للسكك الحديدية وتعطلت المدارس وتوقف شحن المنتجات النفطية من المصافي مع انسحاب العمال في قطاعات عديدة. ودعت النقابات المواطنين مرة أخرى إلى النزول للشوارع بأعداد كبيرة.
من جهته، رفض وزير العمل أوليفييه دوسوبت اتهامات المعارضة بأن الحكومة تنكر حجم الاحتجاجات التي خرجت في شوارع البلاد الشهر الماضي وقال إن التغيير ضروري، وصرح الوزير لراديو «آر.إم.سي» بأن «نظام معاشات التقاعد يتكبد خسائر، وإذا كنا نهتم بالنظام، فعلينا الحفاظ عليه»، واضاف «هذا إصلاح من أجل المساواة والتقدم، يوزع الجهد بطريقة عادلة».
وقال فيليب مارتينيز زعيم الكونفدرالية العامة للشغل إن ماكرون يلعب «لعبة خطيرة» بالمضي قدما في إصلاح لا يحظى بشعبية كبيرة في وقت تواجه فيه الأسر تضخما مرتفعا.
الى ذلك، قالت شركة «توتال إنرجيز» الفرنسية العملاقة إن الإضرابات عن العمل في فرنسا تعطل تسليم شحنات الوقود، مثل الديزل والبنزين، من ثلاث مصافي نفط تديرها الشركة.