اكتسحت أحداث زلزالي سورية وتركيا كل نشرات الاخبار والتلفزيونات حول العالم، واستيقظنا فجر ذاك اليوم على مشاهد الدمار التي امتزجت بالصراخ والبكاء والموت تحت الأنقاض.
صرخة إنسانية ردت عليها الكويت بالاستجابة الاغاثية ومد جسر جوي بالمعونات الغذائية والطبية وآليات الإطفاء للانقاذ والبحث عن الاحياء، كل ذلك جاء بأوامر سامية من صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله ورعاه، وتوجيهات ولي العهد سمو الشيخ مشعل الأحمد تلبيه للإنسانية لإنقاذ المنكوبين جراء الزلازل في جمهورية تركيا الصديقة.
وأتمنى من الجهات الرسمية المعنية في الكويت بذكر إغاثة المنكوبين بالجمهورية العربية السورية بشكل صريح وواضح، فالكويت من أوائل الدول الداعمة للوضع الإنساني في سورية منذ سنوات.
ان المواقف الإنسانية في مثل هذه الظروف العصيبة بعيدة كل البعد عن الأمور السياسية والصراعات الدولية، فالأمر انساني بحت ولا يتعلق بأنظمة حكم سياسية بل بإغاثة البشرية من دون تميز بين لون او عرق او أصل أودين.
مشاهد مؤلمة تدمي القلب، بين طفلة تخرج حية من بين الأنقاض وتبلغ عن وفاة أمها واختها، وبين مشهد آخر لأب يمسك بيد ابنته المتوفاة تحت الأنقاض في موقف يعجز لساني عن وصفه.
ويجب على المجتمع الدولي كافة مساعدة الدول المتضررة من الزلازل بشتى الوسائل والسعي لإنقاذ الأحياء تحت الأنقاض، فكلما تأخرت فرق الإنقاذ والجهود الدولية زادت اعداد الوفيات.
وهنا اطرح سؤالا الى المسؤولين في الكويت، ما استعداداتنا لاي احتمالات لوقوع أي كوارث او أزمات مشابهة؟
والشيء بالشيء يذكر، فقد شعر سكان الكويت قبل أيام بما يشابه الهزة الأرضية مع اهتزاز النوافذ والابواب، ولكن ردت الشبكة الوطنية الكويتية لرصد الزلازل بنفي حدوث أي زلزال ولم ترصد شيئا في الكويت.
ان الغاية من هذه التساؤلات هي الاطمئنان والجدية بوجود جهاز لإدارة الكوارث والأزمات، وكذلك الاستجابة السريعة من وسائل الاعلام الرسمية لأي حدث مشابه.
وفي النهاية: تعازينا وصادق مواساتنا للشعبين التركي والسوري للمتوفين، وتمنياتنا بالشفاء العاجل للمصابين.
وفي الختام: إن المواقف الإنسانية هي الباقية في وسط عالم تطغى عليه الصراعات والدفع نحو الحروب والأزمات.
وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه، ودفع عنا البلاء بأيادي الخير البيضاء.
ودمتم بخير.