بيروت - بولين فاضل
هو زمن «السوشيال ميديا» بإقرار من أهل الفن، وبغض النظر ما إذا كان هذا الواقع قد حمل اليهم المضرة أم المنفعة، وإذا كان بعض الفنانين انغمسوا في هذا الواقع بالرغم من علمهم بأنه كذبة كبيرة، فإن البعض الآخر رسم حدودا بينه وبين هذا العالم الافتراضي قناعة منه بأن سلبياته تفوق بكثير إيجابياته.
الفنانة مايا دياب لا ترى صدقا وحقيقة في عالم «السوشيال ميديا» الذي تصفه بأكبر كذبة، قائلة إن الفنانين يعيشون هذه الكذبة ولا يظهرون عبره على حقيقتهم، وحتى هي تجد نفسها عاجزة عن الإضاءة على حياتها كما هي طالما أن الغير لا يفعل كذلك.
الفنان رامي عياش الذي يتمنى العودة إلى حياة خالية من «الواتساب» و«السوشيال ميديا» يرى ضررا كبيرا متأتيا من هذا العالم، لذا فإن إدارته الفنية هي التي تهتم بما ينشر عبر حساباته ولو عاد إليه الأمر لما نشر شيئا.
من جهته، الفنان غسان الرحباني غاضب من قدرة عديمي الأخلاق على التعبير عن رأيهم عبر «السوشيال ميديا»، معتبرا أن هذا الواقع الذي تم اختراعه هو خطأ كبير يجب إصلاحه عبر نوع من الرقابة على الكلمات والعبارات التي يجب ألا تجد ممرا لها عبر هذه المنابر.
وبحسب غسان، فإن الحرية يجب أن تكون منظمة ومضبوطة لأنه حتى الفضاء الذي يعتبر أكثر المساحات حرية يعمل وفقا لحركة مدروسة طالما أن الكواكب تدور حول الشمس وفي حال خروج أي كوكب عن مداره، تقع الكارثة.
الفنان ملحم زين الذي يحمد الله على اختياره الابتعاد عن «السوشيال ميديا» يؤكد أنه لن يندم يوما على هذا التوجه، خصوصا في ظل ما يعتري المواقع التواصلية من تفاهة لا تحتمل، وفي رأيه أنه يفترض أحيانا إيقاف «السوشيال ميديا» ومنع الناس من إعطاء رأيهم، لاسيما حين تصبح حرية الرأي أقرب إلى التجريح والذم.
ويقول مطرب «علواه نرجع متل ما كنا» إن الفنان الذي لا يفعل سوى نشر ماذا أكل وماذا شرب وماذا ارتدى ليس بفنان حقيقي يعتمد على موهبته ليترك بصمته في هذا المجال.
الفنان يوسف الخال من ناحيته يستخدم المنصات الحديثة كمنابر إعلامية وإعلانية له، وهو يرفض أن يكون من النوع الذي يكثر من نشر البوستات على طريقة «شوفوني شو عم بعمل»، ويقول يوسف إنه كان في الماضي يغضب ويستفز كلما رد عليه أحد بطريقة غير لائقة، أما اليوم فسلاحه هو الـ «البلوك» من دون انفعال، معتبرا أن هناك أولادا مزعجين يسرحون ويمرحون على «السوشيال ميديا» وهم يمتهنون التجريح الشخصي.