ترأس وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله وفد الكويت المشارك في مؤتمر القدس 2023 تحت عنوان «صمود وتنمية» الذي عقد بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة بناء على دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وألقى وزير الخارجية كلمة الكويت أمام المؤتمر وقال: «تابعت الكويت بقلق واهتمام بالغين خلال الفترة القريبة الماضية الأحداث المؤسفة والعدوان الوحشي الذي شرعت به قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين والذي أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من الأبرياء العزل وما سبقه من انتهاكات متكررة واقتحامات لباحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي».
وأضاف الشيخ سالم العبدالله: «إذ تعرب الكويت عن إدانتها واستنكارها الشديدين لهذه الجرائم والاعتداءات الوحشية والانتهاكات غير المبررة لتؤكد بالوقت ذاته على أن هذا العدوان يعد انتهاكا صارخا لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، وتدعو المجتمع الدولي إلى التحرك السريع والفاعل لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني الشقيق. كما تحذر الكويت من مغبة هذه الانتهاكات التي تنذر بالمزيد من التصعيد والقضاء على أي آفاق للسلام محملة سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة لتداعيات هذه الاعتداءات المتكررة.
ومن هذا المقام تعرب الكويت قيادة وشعبا عن تضامنها وتعازيها الحارة لذوي الشهداء وتمنياتها بالشفاء العاجل للمصابين من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق».
وتابع: «إن الكويت كانت ومازالت وسوف تستمر انطلاقا من إيمانها المطلق بشرعية القضية الفلسطينية وبحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق بالتزامها الراسخ والثابت في دعم الحق العربي الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي والوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق ودعم خياراته وتأييدها لكافة الجهود الهادفة للوصول الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يضمن إنهاء الاحتلال وعودة اللاجئين وإقامة دولتها المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو 1967 وفق قرارات الشرعية الدولية وبمبادرة السلام العربية وحل الدولتين.
وفيما يتعلق بالوضع القانوني للقدس فإن الكويت تعرب عن إدانتها لكل الإجراءات الأحادية التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي والتي تمثل تهديدا ومساسا بالوضع التاريخي للقدس وللأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وخاصة المحاولات الرامية لتغيير الوضع القانوني للمسجد الأقصى المبارك في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة».
وطالب: «إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال بوقف أي خطوات من شأنها تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى ومدينة القدس وتؤكد على دعمها لصمود الشعب الفلسطيني وقيادته ومؤسساته في الدفاع عن القدس الشرقية كعاصمة للدولة الفلسطينية وحماية هويتها العربية والإسلامية والمسيحية كما تثمن دور المملكة الأردنية الهاشمية في إطار وصايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس».
وقال:«إن اتخاذ قمة الجزائر القرار رقم 781 بشأن عقد هذا المؤتمر هو تأكيد على أهمية دعم وحماية مدينة القدس على جميع المستويات وربما يكون من أهمها الجانب التنموي لما يمثله ذلك من شريان للحياة لدعم صمود أهلها في مواجهة السياسات والممارسات الإسرائيلية العدوانية.
وفى هذا السياق تجدد الكويت دعوتها للمؤسسات التنموية العربية والإسلامية والدولية في دعم الاقتصاد الفلسطيني ودعم القطاعات المقدسية سياسيا واقتصاديا وتنمويا بما فيها المجالات التعليمية والصحية والشبابية وقطاع المرأة حيث سيمثل ذلك رسالة مهمة لأشقائنا الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص نحو الهدف المنشود بتثبيت المقدسيين على أرضهم والخروج من إطار تقديم الخدمات التقليدية فقط إلى الإطار التنموي الاستراتيجي».
واختتم بالقول: «ندعو من هنا إلى استمرار دعم وكالة الأونروا للقيام بدورها الحيوي في تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والغوثية للشعب الفلسطيني الشقيق».
هذا، والتقى وزير الخارجية الشيخ سالم العبدالله مع رئيس مجلس أمناء صندوق ووقفية القدس صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، وذلك بحضور رئيس مجلس إدارة صندوق ووقفية القدس م.منيب المصري.
وتناول اللقاء التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية والوضع القائم في القدس وسبل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني الشقيق وتمكينه من مواجهة المعاناة الإنسانية التي يمر بها.
كما التقى نظيره الأذربيجاني جيهون بيرموف، وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية الوثيقة التي تربط البلدين الصديقين.