- باسيل: يريدون الإصلاح ويقررون الإتيان برئيس فاسد!
- عمرو موسى من معراب: الوضع اللبناني مقلق جداً
بيروت - عمر حبنجر
تصدرت المخاوف من الفوضى الأمنية، الاهتمامات الرسمية، في ضوء الانهيارات المالية المتسارعة، بغياب الحلول الناجعة.
وبدا واضحا من خلال اجتماع مجلس الأمن المركزي، والاجتماعات المالية السابقة له او اللاحقة، ان خطوات وضعت على السكة لتبريد الأمور، من خلال الضغط على جمعية المصارف، لفك الإضراب، مقابل وعود بتكثيف الحماية لها، فضلا عن معالجة المواجهة القائمة بين المصارف وبين القضاء الذي يهدد بجر رؤساء بعض المصارف ومديريها الى التحقيق بجرائم تبييض الأموال او اساءة الامانة بأموال الناس، وذلك بموازاة المعالجة السياسية لعقدة الجلسة التشريعية لمجلس النواب، والتي ضعفت احتمالاتها، بعد اعلان رئيس التيار الحر النائب جبران باسيل عزمه مقاطعتها، الأمر الذي يسقطها ميثاقيا، بسبب غياب الكتل المارونية الوازنة.
ويفترض ان تتظهر الصورة المعاكسة للوضع الراهن، اعتبارا من يوم غد الاثنين، على المستويين التشريعي والمصرفي، فعلى المستوى الأول، الاتجاه نحو الاستغناء عن الجلسة التشريعية، مقابل اعداد مخارج ادارية للتمديد للقيادات الأمنية وللمدراء العامين المقبلين على التقاعد، حتى لا يعم الشغور، مع عدم قدرة حكومة تصريف الاعمال على تعيين البدائل، في غياب رئيس الجمهورية. وعلى المستوى الثاني، يبدو ان جمعية المصارف، وافقت على تعليق الاضراب اعتبارا من الاثنين.
وفي المقابل، دعا الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين، الى الاعتصام أمام مجلس النواب عند الرابعة من بعد ظهر الاثنين، «لمواجهة واسقاط السياسة النقدية التدميرية للبنية الاقتصادية للمجتمع وسياسة افقار الناس وتجويعهم لارغامهم على الخضوع لمشيئة ارباب المال وأركان السلطة والمنظومة الفاسدة».
وشجب الاتحاد، في بيان، «التطورات الخطيرة للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، والارتفاعات الجنونية للدولار بدون حسيب او رقيب، مع ما رافق ذلك من اضراب جمعية المصارف، وتدهور خطير لقيمة العملة الوطنية، والارتفاعات الجنونية لأسعار المحروقات والمواد الغذائية والدواء والاستشفاء والكهرباء وانعدام الخدمات العامة وسياسة الدولرة وتفاقم أزمة المودعين، وتحويل 98% منه الى معوزين يعيشون تحت خط الفقر، عاجزين حتى عن تأمين رغيف الخبز».
وكان مجلس الامن المركزي الذي انعقد برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد يوم «الحرائق المصرفية» تميز بقول ميقاتي ان هناك «فقسة زر وراء ما حصل»، ومن دون ان يحدد هوية الفاعل، وأضاف: لكن الأمر يتعدى المودعين، وفي أقل تقدير هناك ايعاز ما للقيام بهذا العمل.
قناة «أم تي في»، لم تتردد في الايحاء بأن حزب الله وراء ما حصل، انطلاقا من استعداد مؤسسة «القرض الحسن» لفتح فروع لها في المناطق اللبنانية كافة، واعتبرت ان ذلك يفسر اسباب الحملة على القطاع المصرفي.. تساؤلات ميقاتي، أفسحت المجال امام جمعية المصارف لتتحدث عن مخطط تدميري ممنهج للقطاع المصرفي في لبنان، على يد مجموعة من المودعين المرتزقة، لا يتعدى عددهم 50 شخصا، وليس بينهم احد من المودعين، وتوجهت الجمعية الى المودعين بالقول:«عليكم ان تدركوا ان اموالكم ليست عند المصارف، ولا يفيدكم اقتحام المصارف او تكسيرها»
وهكذا تكون المصارف نفضت جيوبها والدولة انكرت مسؤوليتها. وبات التمديد لحاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، أمرا واقعا، وفق ما بشر به وزير المال يوسف خليل من دبي، «بسبب صعوبة استبداله»، وبمعزل عن الملاحقات القضائية ضده في أوروبا، وفي الداخل اللبناني.
وتعليقا على كلام وزير المال، قال رئيس التيار الحر جبران باسيل: «رياض سلامة راح يتحاسب، واذا ما تحاسب واحد متله، ما بيقوم لبنان..».
لكن سرعان ما صدر عن وزير المال بيان يوضح حقيقة تصريحه لوكالة رويترز وفيه انه لم يقل انه سيتم التمديد لحاكم مصرف لبنان ولم يوحي كما يجتهد البعض في التفسير، فما عناه هو ان الظروف التي يمر بها لبنان ظروف صعبة وقد يكون من الصعب ان تتفق القوى السياسية على البديل، اما عن التمديد وهو الشيء الذي لم يقله ايضا انما اشار الى الاقتراح الذي تضمن التمديد لموظفي الفئة الأولى.
وأضاف باسيل خلال جمعية عمومية لقطاع الشباب في التيار في الربوة، بعنوان «القصة كلا»: «وحيا الرئيس ميشال عون بعيد ميلاده الـ 88، وقال: «ويل لشعب يضحي بالاوادم من اجل سارقيه».
وأضاف: «يريدون الاصلاح ويقررون الاتيان برئيس جمهورية فاسد ورئيس حكومة فاسد، وينزعجون اذا قلنا كلا ومائة كلا. فلا احد يهددنا بالفوضى او بعقوبات او بالفراغ».
وأشار باسيل الى اللواء عباس ابراهيم بقوله:اللواء ابراهيم صاحبنا وحبيبنا ومنتمنى يبقى بالأمن العام مثله مثل المدراء«الجيدين» وانا تقدمت بمشروع قانون عام 2017 لتمديد السن القانونية لكل المدراء العامين لابقاء «الجيدين» منهم لل 65 بقرار من مجلس الوزراء او ازاحة السيئين على الـ 64.
وردا على سؤال قال باسيل: منذ اليوم الاول ابلغت وبشكل واضح اننا لا نشارك بأي جلسة تشريعية بغياب رئيس الجمهورية...
باسيل ردا على السيد نصر الله: من يريد دولة واصلاح بالقوة التي يمتلكها، فليستعملها قليلا على امثال رياض سلامة.. رئاسيا، وصف الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، الوضع اللبناني بالمقلق جدا، ولا يسر احدا، موسى كان يتحدث من معراب بعد لقائه رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، حيث سئل عن رأيه باللقاء الخماسي الذي انعقد في باريس، فرد مكتفيا بابتسامة..
وأجرى موسى سلسلة من اللقاءات بعد مشاركته في ندوة دعا اليها الرئيس فؤاد السنيورة بالذكرى 18 لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، والتقى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.