شهدت حركة استهلاك المهدئات والمسكنات ارتفاعا قياسيا في سورية منذ زلزال السادس من الشهر الجاري بلغت حوالي 50% من السوريين، غالبيتهم من النساء. وباتت مسألة اللجوء للأدوية المهدئة الحل الوحيد بالنسبة لمريم لتتمكن من التعامل مع نوبات الهلع التي تنتابها بين الحين والآخر مع كثرة الشائعات المروجة عن احتمالية حدوث زلازل جديدة في سورية.
وتقول الشابة، التي تبلغ من العمر 25 عاما، خلال تقرير لـ «أثر برس»، إن اللجوء الى الأدوية المهدئة كان ضروريا بالنسبة لها بعدما باتت مسألة النوم ليلا مثيرة للرعب، كما أنها جهزت حقيبة تحوي أوراقها الرسمية وبعض الألبسة وحذاء وضعتها بالقرب من باب منزلها الذي يقع في الطابق الخامس من أحد مباني حي المزة 86 بدمشق، وتشاركها صديقتها ميس (اسم مستعار) المخاوف وتقول إنها باتت تجلس في أقرب مكان من منزلها إلى الباب، ودائما ما تترقب الزلزال وتتعاطى أدوية مهدئة بقصد الحصول على قدر من الراحة النفسية.
الأمر نفسه يؤكده أبو علي الذي يقول إن اللجوء للمهدئات كان خياره الأخير بعد محاولات متعددة للهدوء، فالرجل الذي يقطن في منزل بالطابق السابع من أحد أبنية منطقة المزة، بات يخشى من كارثة زلزال جديدة، ويركز في هواجسه على مصير عائلته فيما لو وقع مثل هذا الاحتمال، ويقول: لا يمكن أن أبقى مذعورا أمام عائلتي خاصة وأن لدي خمسة أطفال، دائما ما أفكر في مصيرهم فيما لو وقع زلزال، ولأني ملزم بالظهور بصورة المتماسك أمام العائلة كان لابد من الحصول على طريقة سريعة وفعالة، ولم أجد إلا المهدئات.
مؤيد، صيدلي في إحدى مناطق العاصمة يتحدث لـ «أثر برس» عن زيادة في طلب المهدئات من قبل المراجعين، ويقول: هناك أنواع خفيفة العيار يمكن ويسمح لنا ببيعها من دون وصفة طبية، إلا أن التعود على المهدئات ليس بالأمر الصحيح وننصح كل من يبحث عنها بخيارات بديلة مثل المشروبات العشبية المهدئة كنبات المليسة، لكن البحث عن مفعول سريع هو ما يدفع المواطنين للبحث عن مثل هذه الأدوية، وهناك زيادة في الطلب تصل لأكثر من 50% عن المعتاد.
وتوافقه الرأي الصيدلانية عبير التي تعمل أيضا ضمن أحد أحياء العاصمة، وتقول إن أكثر الطالبين للمهدئات من الإناث، حيث تفوق نسبتهن 75% من طالبي المهدئات، كما أن عددا كبيرا من الناس يراجع الصيدلية للبحث عن مسكنات الألم نتيجة لتكرار الصداع لديهم، وغالبا ما يقرنون نوبات الصداع بزيادة الخوف من احتمالات الكارثة، وبلغت الزيادة في نسبة الطلب على المسكنات ما يقارب 40% من حجم المبيعات الاعتيادية.