عن النعمان بن البشير رضي الله عنهما قال: أعطاني أبي عطية، فقالت عمرة بنت رواحة: لا أرضى حتى تشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى رسول الله فقال: «إني أعطيت ابني من عمرة بن رواحة عطية فأمرتني أن أشهدك يا رسول الله، قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا، فقال النبي: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم، قال: فرجع فرد عطيته»، مما يدل على أن الإسلام دين العدل والمساواة شملت تشريعاته وهديه كل جوانب الحياة.
وكره الجمهور تمييز بعض الأبناء مخافة أن يؤدي هذا الى العقوق.
وهناك بعض الحالات الاستثنائية كالمرض والتعليم، أما التسوية بالعطاء المعنوي فهي لا تقل أهمية عن التسوية بالعطاء المادي بين الأولاد داخل الأسرة الواحدة، فإذا لم تتحقق التسوية بينهم في هذا العطاء، فعواقبه وخيمة ومدمرة، فقد نجد بعض الأهل يفرقون بين أولادهم بالعطاء المعنوي، حيث يظهرون باستمرار حبهم وحنانهم وإعجابهم ببعض أولادهم، ويحرمون البعض الآخر أو واحدا منهم من هذا الحب والحنان. وقد جاء رجل إلى عبدالله بن المبارك - رحمه الله - فشكا له بغض ولده، فقال له ابن المبارك: هل دعوت عليه؟، قال الأب: نعم، قال له: إذن أنت أفسدته، فعلينا أن نرحم أولادنا ونعدل بينهم ونُحسن تربيتهم.