بيروت - خلدون قواص
حذر المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى من الاصطفافات التي تلبس لبوسا طائفيا في لبنان سواء داخل المجلس النيابي أو خارجه، ورأى في ذلك ارتدادا عن هوية لبنان ورسالته، وتنكرا لإرادة بنيه في العيش الوطني الواحد.
وأعرب المجلس في بيان له بعد اجتماعه برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان عن قلقه الشديد جراء تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية يكون انتخابه مدخلا لحل وطني شامل، وأساسا لعودة الاستقرار والاطمئنان والثقة في الداخل ومع الخارج وخاصة مع الأشقاء العرب، واكد على انه لا بديل عن لبنان إلا لبنان. ولا بديل عن الوحدة الوطنية إلا بالوحدة الوطنية. ولا رسالة للبنان إلا رسالة الأخوة الإنسانية والمساواة في المواطنة على قاعدة العيش المشترك.
ودعا المجلس النيابي والقيادات السياسية والحزبية على اختلافاتها وتعدداتها الى تفاهم وطني يؤدي الى انتخاب رئيس يحمي الدستور، ويلتزم بصدق باتفاق الطائف ويحتمي به، ويعمل على تقوية أواصر الوحدة الوطنية ويستقوي بها.
ونبه من سياسة تبادل الاتهامات تهربا من مسؤولية الانهيار الذي يعاني منه الشعب اللبناني بكل فئاته، وفي كل مناطقه.
وشدد على أنه لا حل إلا بإرادة لبنانية وطنية جامعة. وأن تأخير تحقق هذا الإجماع الوطني لم يؤد في السابق، ولن يؤدي اليوم، إلا الى المزيد من التشرذم والفشل والانهيار الذي لم يعد للبنان طاقة على تحمله وعلى دفع ثمنه.
ولفت ان الاستهتار بالعملة الوطنية وبقيمتها الشرائية هو استهتار بحياة المواطن وكرامته وبلقمة عيشه وبحقه في الحياة الكريمة. فالوطن يزداد فقرا وحرمانا، فيما تتكدس عائدات الأموال المهربة إلى الخارج وتضاعف من الثروات الحرام لأصحابها. وبدلا من محاسبة هؤلاء لاسترجاع حقوق المواطنين المسلوبة ظلما وعدوانا يزداد المحرومون حرمانا، ويزداد المهربون بطرا واستهتارا.
وأشار الى ان التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت لم يتوصل إلى إدانة المسؤولين، ولا التحقيق في تهريب الودائع إلى الخارج تمكن من إدانة المهربين أو حتى الكشف عن أسمائهم، الأمر الذي يحول لبنان من دولة قانون ومحاسبة إلى مسرح لارتكاب الجرائم العامة بلا عقاب.