أثرت الإضرابات التي تشهدها فرنسا حاليا، احتجاجا على الإصلاحات الحكومية على نظام التقاعد، على شركة «إليكتريسيتيه دو فرانس» عملاق الكهرباء في البلاد، وذلك لليوم الثالث على التوالي، بعد أن خفض العمال الإنتاج في عدد من المفاعلات النووية.
وأفادت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، بأن الإضرابات أدت إلى خفض الإنتاج امس بواقع نحو 4 غيغاواط عبر المولدات في أربع محطات، بحسب ما ورد في ملفات نشرت على الموقع الإلكتروني الخاص بشركة «إليكتريسيتيه دو فرانس».
من جانبها، ذكرت صحيفة «لو باريزيان»، أن إضراب العمال وصل أيضا إلى صناعة النقل بالشاحنات، حيث يخطط متعهدو الشحن لوقف العمل في بعض المراكز اللوجستية والصناعية في وقت مبكر من صباح اليوم.
وتأتي الاضطرابات قبيل تنظيم احتجاجات على مستوى البلاد، من المقرر أن تبدأ غدا حيث تحشد النقابات الفرنسية قواها كاملة في المعركة ضد إصلاح نظام التقاعد فتنظم تظاهرات ضخمة وإضرابات قابلة للتمديد في قطاعات إستراتيجية، مراهنة على «تعطيل» البلد لإرغام الحكومة على التراجع عن مشروعها.
ومن البنود الرئيسية في الإصلاح الذي يعتزم الرئيس إيمانويل ماكرون إقراره، رفع سن التقاعد من 62 عاما حاليا إلى 64 عاما، وهي النقطة التي تتركز عليها الاحتجاجات.
وتسعى النقابات لحشد عدد من المحتجين يفوق تظاهرات 31 يناير حين أحصت الشرطة 1.27 مليون مشارك، لقاء أكثر من 2.5 مليون أحصتهم الجمعيات النقابية.
وأكد فيليب مارتينيز رئيس الكونفدرالية العامة للعمل (سي جي تي)، إحدى النقابات الكبرى الفرنسية، أن التعبئة «تنتقل إلى مستوى أعلى»، في تصريحات لصحيفة «جورنال دو ديمانش».
أما بالنسبة لحركة الملاحة الجوية، فإن المديرية العامة للطيران المدني طلبت من شركات الطيران إلغاء ما بين 20 و30% من رحلاتها غدا وبعد غد، تحسبا لإضراب المراقبين الجويين.
ودعت الكونفدرالية العامة للعمل فئات مهنية أخرى إلى إضراب قابل للتمديد «حتى سحب الإصلاح»، موجهة دعوتها إلى العاملين في التكرير وفنيي الكهرباء والغاز وجامعي النفايات وعمال الموانئ وعمال الزجاج والخزف وغيرها.
وأبدى الأمين العام لنقابة «سي جي تي» في قطاع الكيميائيات إيمانويل ليبين استعداده لـ «تركيع الاقتصاد الفرنسي» للحصول على مطلبه. كما تترقب النقابات تحركات غير معهودة مثل وقف ورش وإغلاق ستائر متاجر وفتح نقاط تسديد رسوم الطرق وقطع طرق وغيرها.
كذلك أعلنت الحركات الطلابية يوم تعبئة في التاسع من الشهر، وشجع زعيم حزب فرنسا المتمردة جان لوك ميلانشون الشباب معلنا: «عرقلوا كل ما أمكنكم».