بدأت أمس حملة تلقيح مضادة لوباء الكوليرا في المناطق الخارجة على سيطرة حكومة دمشق في شمال غرب سورية والتي تسجل انتشارا واسعا للمرض منذ أشهر، وسط تحذيرات من تفاقمه بسبب تداعيات الزلزال المدمر الذي اثر على البنية التحتية الهشة أصلا وترك مئات الألوف بلا مأوى.
وحملة التلقيح هي الأولى منذ بدء انتشار الوباء في مناطق سيطرة المعارضة في سبتمبر.
وفي يناير الماضي، وصلت أول شحنة لقاحات من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) التابعتين للأمم المتحدة، وضمت مليونا وسبعمئة ألف جرعة.
انطلقت حملة التلقيح، وفق فرانس برس، في بلدة معرة مصرين، حيث تجولت فرق صحية في الأزقة والشوارع وفي مخيمات النازحين المحيطة بها، وطرقوا الأبواب من أجل تلقيح السكان.
وتستهدف حملة اللقاحات في مرحلة أولى «مناطق عالية الخطورة مثل معرة مصرين وسرمدا والدانا وأطمة» في محافظة إدلب وهي اكثر المناطق تضررا بالزلزال، فضلا عن منطقة أعزاز في شمال حلب، وفق ما كان مسؤول صحي في المنطقة أفاد «فرانس برس» في وقت سابق.
وجاء تفشي الكوليرا بعدما تسببت الحرب المستمرة منذ عام 2011 بتضرر قرابة ثلثي محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه، وفق الأمم المتحدة، ما ساهم في تسارع تفشي الوباء.
وأوضح مسؤول المناصرة والتواصل الإقليمي في منظمة يونيسف عمار عمار لفرانس برس أن بعد الزلزال قد تبدو المياه غير الآمنة «أمرا تافها» لسكان المنطقة المنكوبة، لكنه حذر من أن «ارتفاع نسبة الأمراض المنقولة بالمياه مثل الكوليرا بالنسبة للأطفال يعد كارثيا».
وقال إنه بعد كوارث مماثلة، وحين يجبر السكان على مغادرة منازلهم للعيش في تجمعات مكتظة «يزيد عدم القدرة على الوصول إلى مياه نظيفة وأنظمة صرف صحي مناسبة من مخاطر تفشي الأمراض».
وترتفع المخاطر في سورية حيث تم رصد أكثر من 80 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا منذ ما قبل الزلزال. وسجلت 101 وفاة، وفق الأمم المتحدة.
ويقطن قرابة اربعة ملايين شخص، غالبيتهم من النازحين في شمال غرب سورية.