خرجت مسيرات في أنحاء العالم للاحتفال بيوم المرأة العالمي أمس من باريس واسطنبول مرورا بكراتشي وكابول وصولا الى مدن كبرى في دول اخرى.
وفي مانيلا، اشتبك نشطاء، يطالبون بالمساواة في الحقوق وتحسين الأجور، مع الشرطة التي كانت تحاول منع احتجاجهم.
وفي ملبورن باستراليا طالب متظاهرون بالمساواة في الأجور وأمان أفضل للمرأة، ورفعت لافتة في المسيرة مكتوب عليها: «أمان واحترام ومساواة»، وشارك في المسيرة مجموعة من الإيرانيين.
وتضمنت العديد من الاحتجاجات دعوات للتضامن مع النساء في إيران وأفغانستان، حيث تعرضت حرياتهن لانتكاسات شديدة خاصة العام الماضي.
وقالت رئيسة بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة إلى أفغانستان روزا أوتونباييفا «من المحزن أن نشهد جهودها المنهجية والمتعمدة والمنظمة لاستبعاد النساء والفتيات الأفغانيات من المجال العام».
وأطلقت وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (23 عاما) في حجز لشرطة الأخلاق في طهران في سبتمبر الماذي شرارة أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران منذ سنوات.
وفي المكسيك وتحت شعاري «لا امرأة تقتل بعد اليوم» و«ضد عنف الذكور والعمل غير المستقر»، تظاهر المحتجون في المدن الرئيسية في هذا البلد الذي سجلت فيه 969 جريمة قتل لنساء في 2022، حسب الأرقام الرسمية.
اما في كوبا وبسبب عدم قدرتها على التظاهر بحرية، نظمت المنظمات النسائية المستقلة «تظاهرة افتراضية» على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل زيادة الوعي بشأن جرائم قتل النساء خصوصا.
من جهة اخرى، احتفلت بعض الحكومات بيوم المرأة العالمي بإجراء تغييرات تشريعية أو تعهدت بذلك، فقد ألغت كندا قوانين تاريخية تتعلق مناهضة الإجهاض، وقالت اليابان إنه يجب فعل المزيد لتغيير السلوكيات تجاه النوع الاجتماعي، وأعلنت ايرلندا عن استفتاء في نوفمبر المقبل لحذف الإشارات القديمة للمرأة في الدستور.
ومن جهتها، ركزت جورجا ميلوني، أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء في إيطاليا، على دور المرأة في الاقتصاد قائلة إن الشركات التي تسيطر عليها الدولة يجب أن تضم امرأة واحدة على الأقل ضمن القيادات.
ووجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحية إلى النساء «اللواتي يعملن ويدرسن وينقذن ويعالجن ويكافحن من أجل أوكرانيا» واللواتي «ضحين بحياتهن» منذ بداية الغزو الروسي قبل عام.
واحتفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالنساء اللواتي «يؤدين واجباتهن» خصوصا العسكرية. واحتفل متحف «مدام توسو» بإزاحة الستار عن تمثال جديد من الشمع لإيميلين بانكهرست التي أسست في 1903 «الاتحاد الاجتماعي والسياسي للمرأة» للمطالبة بحق المرأة في التصويت، بينما أعلنت بريطانيا فرض حزمة من العقوبات على من وصفتهم «بمنتهكي حقوق المرأة في العالم» في كل من إيران وسوريو وجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
وتتضمن هذه العقوبات تجميد أصول وحظر سفر، على أربعة أفراد من بينهم عسكريون متهمون بالإشراف على جرائم تعدي على الشرف، كما شملت مؤسسة حكومية إيرانية.
وقال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي في بيان «تبعث هذه العقوبات برسالة جلية مفادها أنه يجب محاسبة مرتكبي أعمال العنف البغيضة القائمة على جنس الشخص».
وأضاف «نعزز جهودنا للدفاع عن النساء والفتيات، وسوف نستخدم جميع الأدوات المتاحة لنا للتصدي لعدم المساواة الذي لايزال قائما».
وتزامن إعلان العقوبات أيضا مع نشر الحكومة البريطانية «استراتيجية النساء والفتيات» التي تحدد خططها للتصدي لعدم المساواة بين الجنسين على مستوى العالم.
هذا، وأعلنت الولايات المتحدة امس فرض عقوبات على مسؤولين كبيرين اثنين بقطاع السجون الإيراني لمسؤوليتهما عن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات، وذلك تزامنا مع الاحتفال بيوم المرأة العالمي.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية، في بيان، إنها فرضت عقوبات أيضا على أعلى قائد عسكري إيراني ومسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني وثلاث شركات إيرانية وقادتها بسبب مساهمتهم جهات إنفاذ القانون في ارتكاب أعمال قمع.
وقال براين نيلسون، وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والمعلومات المالية في بيان، «تقف الولايات المتحدة، بالإضافة إلى شركائها وحلفائها، مع نساء إيران اللائي يدافعن عن الحريات الأساسية في مواجهة نظام حكم وحشي يعامل النساء على أنهن مواطنات من الدرجة الثانية ويحاول قمع أصواتهن بأي وسيلة».
من جانبه، شجب البابا فرنسيس العنف والإجحاف الذي تتعرض له المرأة، وقال إن تكافؤ الفرص وتساوي الأجور قد يساهما في خلق عالم أكثر سلاما.
وشدد بابا الفاتيكان، في مقدمة كتاب نشره موقع «الفاتيكان نيوز» بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، على الاختلاف بين الرجل والمرأة، لكنه دعا إلى «المساواة في ظل الاختلاف» في «ساحة لعب مفتوحة لكل اللاعبين».