مفرح الشمري
الجميل في مهرجان ايام المسرح للشباب بدورته الـ14 مشاهدة تجارب مسرحية لطلبة لايزالون يدرسون في المعهد العالي للفنون المسرحية، ومن هؤلاء طالب الفرقة الثالثة سلطان محمد الذي تصدى لتأليف وإخراج مسرحية «ثغرات» التي تمثل المعهد العالي للفنون المسرحية في هذا المهرجان الذي تحتضن عروضه خشبة مسرح الراحل أحمد الرجيب ويستمر حتى 13 الجاري.
المسرحية من تمثيل ضاري الرشدان، يوسف العبدالرزاق، محمد المنصوري، صقر الشحي، أحمد الرشيدي، يونس الشرهان، هبة العبسي وعلي قاسم، وصمم ديكورها فهد الرشيد، والأزياء تصدت لها حصة العباد، والموسيقى تصدى لها هاني الهزاع، والمكياج لزينة اليوسفي، والإضاءة لفاضل النصار.
العرض يتناول قضية انسانية موجودة في جميع المجتمعات العربية والأجنبية عندما تجد اشكالهم بشر لكن يتعاملون مع البعض كأنهم ليسوا ببشر، هؤلاء النوعية حرام عليهم كل شيء حتى الفرح والسعادة، لذلك نجدهم محرومين من أبسط الأشياء، فقد اصبحوا أشباه بشر و«مسوخا» لا يحق لهم الحب والابتسامة، وإنما «الوجع» الدائم لأن «الامل» ممنوع عليهم ايضا.
المخرج سلطان محمد في مشاركته الأولى بالمهرجان أوصل رؤيته الاخراجية للحضور من خلال استغلاله الديكور بالشكل الصحيح وتشكيل الاضاءة والموسيقى بطريقة جميلة تتماشى مع أجواء العرض الذي كشف عن خطوطه وقضيته من مشاهده الأولى، واستطاع من خلال هذ الاستغلال ان يلفت انتباه الجميع في بعض مشاهده، لكن هناك مشاهد كانت مملة وتجيب «النوم» لحواراتها المكررة التي كانت بحاجة الى اختصار حتى لا تؤثر على ايقاع العمل، وهذا الامر لا يعني أن تجربة سلطان ضعيفة بل كانت على «مستوى عال»، وكانت تحتاج فقط لـ«شوية» تركيز مثل مشهد «الساحر» ومشهد الختام.
ما يميز هذا العرض التناغم بين ممثليه خصوصا موهبة أحمد الرشيدي «الأخرس» الذي أضاف جوا كوميديا على العرض للحد من الكآبة في أحداثه وحواراته، ونجح الرشيدي في ذلك واستطاع مع زملائه ضاري ويوسف والمنصوري والشحي والممثلة هبة العبسي، في ان يخلقوا جوا من المتعة للحضور، لكن اتمنى في حالة عرض العمل مرة اخرى أن يكون هناك التزام فيما بينهم حتى لا يذهب جهدهم سدى.