مفرح الشمري
من المميزات الجميلة في مهرجان أيام المسرح للشباب الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب إبراز الموهوبين
في عناصر العرض المسرحي، وهذا الأمر يحسب للقائمين على هذا المهرجان الذي يحتضن المعهد العالي للفنون المسرحية دورته الـ 14.
في عرض «الصعاليك» لشركة ستارز كان ميلاد مخرجة كويتية اسمها هيا السعيد التي استطاعت في تجربتها الأولى الإخراجية أن تلفت الانتباه لها، وذلك من خلال سيطرتها على مجاميع عرضها المسرحي بكل اتقان وسارت بالعرض إلى بر الأمان.
عرض «الصعاليك» الذي كتبه مصعب السالم وجسده على خشبة الراحل حمد الرجيب، محمد الرقادي، شهد خسروه، مصعب السالم، عبدالرحمن التويتان، حمد عبدالرزاق، جهاد البلوشي، أسرار سلطان، ونوح الحسني، هذه الكوكبة من الممثلين أثبتوا انهم موهوبون من خلال التنويع الذي شاهدناه في حواراتهم وحركاتهم على الخشبة، ما جعلهم أهلا لهذه الثقة التي وكلت لهم لتقديم عرض مسرحي حمل بين طياته الكثير من القضايا التي نعاني منها من خلال مجموعة من «الصعاليك» يعيشون في «مكب زبالة» ومن يسرق أكثر يصبح رئيسا لهم وكأنهم يعانون من أزمة سلطة لتسيير أمور حياتهم المعيشية ولكنهم اختاروا رئيسا ضعيفا لا يمتلك القرار وإنما القرار بيد مستشاريه الذين لا يفكرون إلا في مصالحهم الشخصية.
استطاعت المخرجة هيا السعيد من خلال رؤيتها الإخراجية أن توصل رسالة مسرحيتها بشكل واضح ودون استعراض عضلاتها، وهذا الأمر جعل المتلقي يتابع احداث العرض بشكل مريح، وذلك بفضل التناغم بين ممثليه الذين كان أداؤهم في تصاعد، خصوصا الممثل محمد الرقادي الذي ساعدته عفويته في أن يكون نجم العرض، بالإضافة الى الممثلة أسرار سلطان التي أثبتت من خلال دورها انها تمتلك قدرات هائلة.
لمسات المخرجة هيا السعيد في تحريك ممثليها فوق الخشبة كان جيدا، وإن كنا نريد منها الاشتغال أكثر عليهم حتى لا يسقط الإيقاع من بعض الممثلين في بعض مشاهد العرض.
ونجحت المخرجة في استغلال المساحات فوق الخشبة بشكل إيجابي واستخدمت جميع قطع الديكور الموجودة في العرض والتي وظفتها بما يتناسب وطبيعة الحدث، وساعدها في ذلك الإضاءة التي تصدى لها فاضل النصار على الرغم من الهنات البسيطة التي حدثت في العرض.
الجميل في هذا العرض الأزياء التي تصدت لها حصة العباد، لأنها كانت مناسبة لمثل هذا العرض، وهذا الأمر ليس غريبا على حصة العباد التي تحرص في كل مسرحية تشارك فيها على أنها تكون جزءا من تميزها.
مسرحية «الصعاليك» تجربة مهمة لكل من شارك فيها، ويجب استثمار هذه التجربة لتقديم عروض مسرحية تلامس القلوب، لأن مثل هذه العروض تعيش في الذاكرة ولا تموت.