بيروت - خلدون قواص
أعرب مجلس المفتين في لبنان عن تمنياته بأن يكون الاتفاق السعودي - الإيراني أساسا لعلاقات أخوية هادفة تقوم على تبادل الاحترام والتعاون، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والمصالح الوطنية، أو التحريض على الإساءة الى هذه المصالح، كما أعرب عن إيمانه بأن وحدة المسلمين على اختلاف مذاهبهم تقوم أساسا على التمسك بحبل الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأن هذه الوحدة هي طريقنا المشترك لبناء علاقات ومستقبل أفضل.
وحذر في بيان له اثر اجتماعه برئاسة مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان صباح امس الاثنين من استمرار الفراغ الرئاسي الذي يكاد يصبح متلازما مع كل انتخابات رئاسية، مما يعرض لبنان الى مخاطر هو بغنى عنها، ويحمله أثمانا بات عاجزا عن أدائها سياسيا ومعنويا، وكذلك اقتصاديا واجتماعيا وإنمائيا.
ورأى أن الطبيعة لا تعرف الفراغ، محذرا من مبادرات هجينة لمحاولة ملئه من خارج الدستور ومن خارج دائرة الوفاق الوطني. فالفراغ في الرئاسة ظاهرة سلبية خطيرة. وأسوأ منها وأخطر، محاولة ملئه بمبادرة من خارج الدستور وعلى حساب الوفاق الوطني.
واستهجن المجلس الحملات المتتالية على موقع رئاسة الحكومة، وافتعال فتنة جديدة تحت شعار الصلاحيات، وطالب الجميع بالعودة الى الدستور والالتزام باتفاق الطائف، رافضا المس بصلاحيات رئيس مجلس الوزراء تحت أي عنوان أو ذريعة.
وشدد على الالتزام بالثوابت الوطنية، وفي مقدمتها اعتبار لبنان وطنا نهائيا لجميع أبنائه، ملتزما بقيم الحرية والمساواة والعدالة، وبأسس الوفاق الوطني والعيش المشترك التي نص عليها الدستور واتفاق الطائف. وكذلك على الالتزام بقواعد العلاقات الأخوية مع الدول العربية الشقيقة، وصيانة المصالح المشتركة معها.
ودعا الى استخلاص الدروس والعبر مما حدث من تعميم للظلم الاجتماعي ومن سوء الإدارة، والعمل معا على إعادة بناء لبنان على قواعد العدالة والمساواة بين المناطق.
وأكد حرصه على كرامة المواطن الإنسان في لبنان، واحترام حقوقه، وفي مقدمتها حقه في الكرامة والأمن والأمان، حيث يعاني المواطن من جراء الفساد حتى وصل التدهور إلى طعن كرامته وحقه في الحياة الكريمة.
ووجه المجلس نداء حارا وصادقا الى أبناء الوطن جميعا للالتفاف حول المبادئ الإنسانية والوطنية التي قام عليها لبنان، وأن يرتفعوا في توادهم وتراحمهم الى مستوى هذه المبادئ السامية، فلبنان يكون بها أو لا يكون.. وسيكون بإذن الله.