منذ الحرب العراقية - الإيرانية في بداية الثمانينيات من القرن الماضي كانت دول المنطقة عامة والخليج العربي خاصة تدور في فلك السياسة الأميركية التي تعتمد على مبدأ صنع المشاكل والإمساك بخيوطها كما ورد في تصريحات هنري كيسنغر الوزير السابق للخارجية الأميركية.
وتتجسد هذه المشاكل بالصراعات العسكرية بين دول المنطقة وحروب الميليشيات والإرهاب وضربات للطائرات المسيرة، وكان ذلك له أثر سلبي حاد على الاستقرار السياسي والعسكري والاقتصادي والأمني في الخليج العربي وما حوله ومنذ الربيع أو الخريف العربي - إن جاز التعبير - كانت دول المنطقة مستاءة من التوغل الإيراني عن طريق الميليشيات الطائفية المسلحة التابعة لإيران في شمال وجنوب المشرق العربي، هذا بالإضافة إلى الشعب الإيراني المغلوب على أمره، لما لهذه السياسات من أثر سيئ على مستوى دخل الفرد، الأمر الذي أدى إلى قيام مظاهرات عارمة في أغلب المدن الإيرانية، وكادت هذه المظاهرات وأعمال العنف تسقط النظام الإيراني.
واليوم استطاع ولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وبكل جدارة أن يوقف هذه الاضطرابات السياسية والعسكرية والأمنية في محور الخليج العربي وما جاوره، من خلال هذا الاتفاق الثلاثي الأبعاد وبضمان الصين التي ألقت بثقلها السياسي في المنطقة من أجل الاستقرار والتنمية لجميع شعوب المنطقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وهذا الإنجاز السياسي الكبير للأمير محمد بن سلمان أغلق بوابة الحروب وفتح باب السلام على مصراعيه، وقد لاقى ترحيبا منقطع النظير من قبل دول المنطقة واستحق أن يرفع له العقال.
فالحرب لا تخلف إلا الدمار، أما السلام فإنه أساس البناء والتنمية والرقي والتقدم والازدهار، وهذا ما تريده الشعوب العربية التي مزقتها الحروب في العقد الماضي وما قبله.