تراجعت شعبية الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى ادنى مستوياتها، مع تصاعد الغضب الشعبي واستمرار الاحتجاجات الرافضة لرفع سن التقاعد الى 64 عاما.
وشهدت فرنسا أمس يوما جديدا من التظاهرات، عشية اقتراع حاسم في الجمعية الوطنية (مجلس النواب) لحجب الثقة عن حكومة إليزابيت بورن.
وتم استهداف بعض النواب ومنهم إريك سيوتي، رئيس حزب الجمهوريين المحافظ الذي يتوقع ألا يدعم حجب الثقة، وأعلن في وقت مبكر امس أن مكتبه في دائرته الانتخابية تعرض للرشق بالحجارة ليلا.
وقال سيوتي عبر تويتر «القتلة الذين فعلوا ذلك يريدون الضغط علي من أجل التصويت»، مرفقا تغريدته بصور تظهر نوافذ محطمة وتهديدات كتبت على الجدران.
وبعيدا عن شوارع المدن الكبرى، بعد اغلاق الشرطة ساحة الكونكورد في باريس امام المحتجين، اتخذت المعارضة منحى أكثر تطرفا بدفع من ناشطين شباب سئموا التجمعات الأسبوعية، ويبدو أنهم مستعدون للمواجهة، حيث نظمت النقابات العمالية تظاهرات في نهاية الاسبوع، ودعت إلى يوم تاسع من الإضرابــات والتظاهـــرات الخميس المقبل.
وأعلنت الكونفيدرالية العامة للعمل (سي جي تي) أن أكبر مصفاة في البلد، والتي تقع في النورماندي وتديرها شركة «توتال إنرجي»، بدأت بالتوقف عن العمل.
ويشكل ذلك خطوة مهمة، إذ عطل المضربون منذ بداية الحركة الاحتجاجية شحنات الوقود، لكن لم يتوقف أي من المصافي الفرنسية السبع عن العمل بالكامل.
وهذه العملية معقدة من الناحية الفنية وستستغرق أياما عدة، لكن لا يتوقع أن تسبب نقصا فوريا في الوقود في المحطات الفرنسية، وحذرت الكونفيدرالية من ان مصفاتين أخريين قد يتم إغلاقهما اليوم هما بترو إينيوس في لافيرا و«توتال إنرجي» في غونفروفيل- لورشيه، في موعد أقصاه اليوم، وفقا للكونفيدرالية العامة للعمل.
كما توقف جمع القمامة في معظم أنحاء باريس، مع تكدس نحو 10 آلاف طن من النفايات في الشوارع بينما تحاول الحكومة إجبار بعض عمال النظافة على استئناف العمل.
وقال مسؤولون مقربون من ماكرون لوكالة فرانس برس إن الرئيس «يتابع بالطبع التطورات».
إلى جانب رفع سن التقاعد، يرفع إصلاح ماكرون أيضا عدد سنوات مساهمة الموظفين في نظام الحماية الاجتماعية للحصول على معاش تقاعد كامل. وتقول الحكومة إن هذه التغييرات ضرورية لتجنب عجز نظام التقاعد في العقود المقبلة بسبب شيخوخة السكان في فرنسا.
وأظهر استطلاع نشرته صحيفة «لو جورنال دو ديمانش»، تراجع شعبية ماكرون بشكل كبير في مارس إلى 28%، وهي الأدنى منذ نهاية أزمة «السترات الصفراء» عام 2019. وبحسب هذه الدراسة، فإن 70% من المستطلعين غير راضين عن أداء ماكرون.
وفي بوزانسون، أشعل 300 متظاهر النار وأحرق بعضهم بطاقاتهم الانتخابية.
وقالت ناتالي البالغة ثلاثين عاما والتي لم ترغب بكشف كامل اسمها «بماذا أرد على شباب يقولون لي إن الانتخابات لا تفيد بشيء. أنا انتخبت نائبا عني ومنع من التصويت. نحن في ذروة إنكار الديموقراطية».