أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «انفتاحا» على مناقشة خطة بكين للسلام في أوكرانيا والتي تضمنت 12 نقطة، خلال لقائه امس نظيره الصيني شي جينبينغ الذي أشاد بـ«العلاقات الوثيقة» بين البلدين في مستهل اجتماع قمة طال انتظاره في موسكو، بينما «شككت» واشنطن من خطة السلام الصينية.
وتأتي زيارة الدولة التي بدأها شي إلى روسيا امس وتستمر ثلاثة أيام، بعد أكثر من عام بقليل من إطلاق الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي تسبب باضطرابات جيوسياسية واقتصادية.
وقال بوتين خلال الاجتماع الذي بث التلفزيون الروسي بدايته، «نحن منفتحون دائما على عملية تفاوض. سنناقش بلا شك كل هذه القضايا بما في ذلك مبادراتكم التي نتعامل معها باحترام». وأشاد شي بـ«العلاقات الوثيقة» بين بكين وموسكو في إطار «تعاون استراتيجي شامل».
وقال الكرملين إن الاجتماع «غير الرسمي» أعقبه عشاء قبل إجراء محادثات أكثر رسمية امس وتوقيع اتفاقيات منتظرة لتعميق التعاون الروسي-الصيني.
وقال شي للرئيس الروسي إنه مقتنع بأن الشعب الروسي سيدعمه في الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام 2024. وأضاف «بفضل قيادتكم القوية، أحرزت روسيا تقدما كبيرا في تحقيق ازدهار البلاد في السنوات الماضية. وأنا واثق من أن الشعب الروسي سيدعمك بقوة في مساعيك الحميدة». ووصف شي، بوتين بأنه «صديقه العزيز»، واستخدم بوتين المصطلح نفسه لضيفه.
وكان شي جينبينغ استقبل بكل مراسم الشرف إثر وصوله الى مطار فنوكوفو الدولي في موسكو، واعرب في بيان له لدى وصوله عن سعادته البالغة بزيارة روسيا مرة أخرى بدعوة من الرئيس بوتين.
واضاف «إنه لمن دواعي سروري البالغ أن تطأ قدماي مرة أخرى أرض روسيا، جارنا الصديق، وأن أقوم بزيارة دولة إلى الاتحاد الروسي بدعوة من الرئيس فلاديمير بوتين.. بالنيابة عن الصين حكومة وشعبا، أود أن أعرب عن تحياتي الحارة وأطيب التمنيات لروسيا حكومة وشعبا».
وأكد أن «الصين ستعمل مع روسيا لدعم التعددية الحقيقية، وتعزيز عالم متعدد الأقطاب وديمقراطية أكبر في العلاقات الدولية، والمساعدة في جعل الحكم العالمي أكثر عدلا وإنصافا».
من جهته، قال الرئيس الروسي إن «العلاقات بين موسكو وبكين تسهم في تعزيز العالم متعدد الأقطاب». وأوضح خلال الاجتماع أن «تفاعلنا بشكل عام على الساحة الدولية يسهم بلا شك في تعزيز المبادئ الأساسية للنظام العالمي والنظام متعدد الأقطاب.. كم أن البلدين أيضا لديهما الكثير من القضايا للمناقشة في مجال التفاعل الاقتصادي».
وأضاف: «سنتمكن من التحدث عن ذلك بمشاركة شركائنا ونظرائنا»، معربا عن سعادته بشأن التحدث بهدوء حول جميع القضايا التي تسيطر على المشهد العالمي حاليا في «أجواء غير رسمية وودية».
في المقابل، شكك وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن امس بمقترحات بكين «للسلام» في أوكرانيا وقال للصحافيين «على العالم ألا ينخدع بأي قرار تكتيكي من جانب روسيا، بدعم من الصين أو أي دولة أخرى، لتجميد الحرب بشروطها».
واضاف، الصين تفضل توفير غطاء ديبلوماسي لروسيا لمواصلة ارتكاب الجرائم في أوكرانيا فهي لا تشعر بأي مسؤولية لمحاسبة الكرملين على الفظائع التي ارتكبت.
وتابع، الدعوة لوقف إطلاق النار بما لا يشمل إخراج قوات روسيا من أوكرانيا من شأنه دعم التصديق على الغزو الروسي. وحث بلينكن الصين على أن تستخدم نفوذها لإقناع روسيا بسحب قواتها من أوكرانيا.