رسالة اليوم من د.محمد الشطي للصائمين:
الحمد لله الذي هدانا لشهر رمضان وأكرمنا ببلوغ شهر الصيام والقيام، ووفقنا لما يحب ويرضى، قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ـ سورة البقرة 185)، لو تأملنا في هذه الآية العظيمة وتفكرنا ما هو المقصود بأنه هدى للناس، فهي كلمة واحدة لكن تحمل في طياتها معاني ومقاصد سامية، منها تحقيق معنى الاستسلام وكمال العبودية لله عز وجل، فهو لا يصوم شهر الفرض إلا في شهر رمضان لا يتقدم عليه ولا يتأخر، كما لا يمسك عن الطعام إلا إذا دخل الفجر الصادق، ولا يأكل إلا إذا دخل وقت المغرب امتثالا لأمر الله تعالى: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل)، ومن المقاصد، أن الصيام يهذب النفس وينور القلب ويقوي العزيمة ويعرف العبد مقدار النعمة ويملأ القلب بالرحمة والعطف على الفقراء والمساكين، فعندما يجوع الصائم ويشعر بالعطش يحس بأن هناك من الضعفاء من لا يملكون لقمة العيش، ولما يصوم من صلاة الفجر الى صلاة المغرب تزيد من عزيمته ويعرف شرف النعمة التي كان يتمتع بها في غير رمضان. كما يربي الصيام العبد للاستعداد الدائم لرحلة الدار الآخرة، فتجد المسلم في شهر رمضان يحرص على الصوم لأن الذي يجازي عليه هو الله تعالى.