يقدم اليوم الشيخ رائد الحزيمي رسالة إلى الصائمين الطامعين في تطهير قلوبهم ونفوسهم وعقولهم وأجسادهم، الراغبين في التغيير من العادات المذمومة الى العادات والسلوكيات المحمودة، ومن هذه السلوكيات والتي زادت في السنوات الأخيرة سلوكيات التبذير في شتى المجالات، تبذير في الوقت وتبذير في الأكل والملبس، والتفاخر بموائد الطعام مما يسمى بالغبقات والتي تكون بعد صلاة التراويح عادة.
فرمضان منحة ربانية لاكتساب العبادات الحميدة والتخلص من العادات السيئة، وقد اضحت سلوكياتنا تتسم بالتعقيد والتصعيب ومجاراة الغير والتنافس في غير العبادة، بل ما هي الا مظهرية جوفاء ربطناها برمضان فأصبح القلب يتعلق بها ويحب رمضان لما فيه من هذه المظاهر حتى انه لا يشعر بطعم رمضان الا بها، وكم من مرة سمعنا الناس وهم يصفون رمضان بهذه المظهرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ويتلذذ بذكرياتها ويرقبها في كل رمضان، بل ويستنكر على من لا يعيش مثل هذه الاجواء الجوفاء، ولم يعرف أهل هذه البلاد مثل هذا الاسراف في أزمنتهم السابقة بل كانوا متواضعين بسطاء ويستغلون اوقاتهم في العبادة والطاعة. والناظر الى حقيقة رمضان يجد انه شهر يدعوك الى اغتنامه للتغيير وترك ما تعودت من عادات غير حميدة، وما ليلة القدر إلا مثال للتغيير فهل استعددت للأفضل؟ هذه رسالة مني للمسلمين ودعوة الى التغيير من الخارج بكسب العادات التي يحبها الله من العبادة، ومن الداخل بتوحيد الله والتمسك بالاسلام والاخلاص له. وفقنا الله وإياكم للخير.