قال تعالى: (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون).
نزلت في عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال عبدالرحمن بن سمرة: جاء عثمان بألف دينار في جيش العسرة فصبها في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيته صلى الله عليه وسلم يدخل يده فيها ويقلبها ويقول: ما ضر ابن عفان ما عمل بعد اليوم، وقال أبو سعيد الخدري: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان يقول: يا رب عثمان اني رضيت عن عثمان فارض عنه، فمازال يدعو حتى طلع الفجر فنزلت الآية.
وفي قوله تعالى: (أفرأيت الذي تولى وأعطى قليلاً وأكدى).
ذكر ابن عباس - رحمه الله - وغيره أنها نزلت في عثمان فقال: كان يتصدق وينفق في الخير، فقال له أخوه من الرضاعة عبدالله بن أبي سرح: ما هذا الذي تصنع؟ يوشك ألا يبقى لك شيء. فقال عثمان: إن لي ذنوبا وخطايا وإني أطلب بما أصنع رضا الله سبحانه عليّ وأرجو عفوه، فقال له عبدالله: أعطني ناقتك برحلها وأنا أتحمل عنك ذنوبك كلها، فأعطاه وأشهد عليه.