(وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) الأنبياء: 87.
انظر أيها الغالي الى نبي الله يونس عليه السلام خرج من قومه مغاضبا، ولم يستأذن الله تعالى، فعتب الله عليه، فابتلاه بالبحر والحوت والفلك، كما قال: فنادى في الظلمات، فكانت ظلمات شديدات، مطبقة عليه، وفي موضع آخر، فالتقمه الحوت وهو مليم، فاستشعر هذه القصة، وكأنك في بلوى مدلهمة، أو في عنت شديد؛ فكيف تتصرف حينها؟! وما المخرج؟! وكيف الحلول والسبيل إليها؟
فلا شك أخي الحبيب أن تفريج الكربات هو أمر يسعى إليه الناس كلهم، لاسيما إذا حل بأحدهم كرب وهم وبلاء، ولقد ورد في كتاب ربنا جل وعلا بعض من الأدعية العظيمة التي كانت سببا في تفريج كربة هي من أشد الكربات، التي وقع فيها نبي الله يونس بن متى عليه السلام، ففرج الله تعالى عنه كربه، نجاه مما وقع فيه من عظيم الغم والكرب بقوله: (أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فاستجاب الله تعالى له ونجاه من كربه الذي هو فيه، وخرج من بطن الحوت بسبب دعائه ومناداته لربه سبحانه.