دلال العياف
رغم أن مسلسل «وأخيرا» الذي عرض في النصف الأول من رمضان، بطولة قصي خولي ونادين نسيب نجيم، حظي بنسب مشاهدة عالية وردود أفعال ايجابية بين الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، الا انه لم يخرج من أجواء مسلسل «2020» الذي قدمه قصي ونادين في رمضان 2021، خصوصا من ناحية أماكن التصوير التي تشابهت بشكل كبير بين العملين، بجانب الحي الشعبي وملابس قصي التي شعرنا بأنها ظلت كما هي ولم تتغير.
تناول «وأخيرا» حكاية خيال (نادين نجيم)، وقصة حبها لياقوت (قصي خولي) وكيف وقعت في قبضة احدى العصابات التي تتاجر بالمخدرات وكشف دهاليز تجارة البشر، وشاهدنا سعي ياقوت للعثور عليها، وخلال رحلة بحثه عنها يتعرض للعديد من المواقف التي تهدد حياته وتجعله يعرف الجانب الآخر في عالم العصابات والشرطة الفاسدة المتواطئة مع الاشرار.
وشهدت الحلقة الأخيرة من المسلسل المكون من 15 حلقة احداثا متسارعة ومشوقة بنجاح خيال وياقوت في إلقاء القبض على العصابة من خلال خطة محكمة وبوصول مسلحين لمكان العرس وبيدهم اسلحة، بدت وكأنها اعلان عن إمكانية التحضير لجزء ثان من المسلسل.
فكرة المسلسل تدور في المجرى نفسه، وهي حب قصي لنادين مع اختلاف الاحداث، وأيضا وضع لبنان بين البؤرة الفاسدة وعصابات المتاجرة بالبشر والمخدرات الى آخره، والفساد المتفشي في فكرة تواطؤ بعض رجال الشرطة مع تلك العصابات وعدم احترام الامانة بقول القسم بحفظ وحمى البلد، فتلك الفكرة مكررة لا جديد بها.
دائما، رؤى المخرج أسامة عبيد الناصر ـ وهو المؤلف أيضا ـ في كل عمل يقدمه تكون حسب تصوره واستنتاجات خياله الواسع بدراسته وربط النص بالحياة الواقعية، وقد ابدع فعليا بإظهار لبنان بصورة جميلة، الا انه اختار مواقع تصوير شعرنا انها تكررت من «2020» الى «وأخيرا»، ربما كان السبب هو الوقت السريع الذي استغرقه في التصوير، والذي لم يسعفه للذهاب الى حارات شعبية مختلفة.
وبالنسبة للاداء التمثيلي، فالسنديانة القديرة منى واصف لطالما نعشق أداءها لدور الام الحنون، الذي لم اشهد بمثل حنيتها وقوتها في هذه الشخصية، فعندما نرى تعاملها في «الهيبة»، والحوار بينها وبين الفنان السوري القدير تيم حسن، فقد كانت الدموع تذرف بمجرد تعابير الوجه وتبادل الحوار بينهما، واجادت في «واخيرا» بهذا الدور كعادتها دائما، وبرع قصي ونادين في اداء دوريهما بجانب الفنانين المشاركين الذين اضافوا الى العمل بتجسيد متميز للشخصيات.