بشار جاسم
وها هي دفعة جديدة من دفعات هبة مشاري حمادة التي بعدما مرت فوق القاهرة وبعدها بيروت، وصلت الى مدينة الضباب لندن، وفيها كالعادة مجموعة من الطلبة يدرسون في إحدى الجامعات بلندن خلال فترة الثمانينيات.
العمل مزدحم بالشخصيات والعائلات، ولاحظنا هذا الشيء من المقدمة عبر مشاركة البنات: لولوة الملا، ليلى عبدالله، ميلا الزهراني، صمود المؤمن، رهف محمد، وآلاء شاكر، والشباب: حمد أشكناني، عبدالله الرميان، فهد الصالح، ناصر الدوسري، هاشم نجدي، وعبدالسلام محمد، والعائلات.. ونبدأ بالعائلة العراقية: ريام الجزائري، روان المهدي، رولا عادل، وسام حنا، وذو الفقار خضر، وبعدها العائلات الإيرانية والهندية والمصرية التي تضم: حمزة العيلي، وناهد السباعي، بالإضافة الى مشاركة الفنانين محمد صفر وسعود بوشهري ومحسن منصور وهنا زهران.
العمل من اخراج محمد بكير الذي أجاد سواء باللوكيشنات التي بنيت في استديوهات مدينة الانتاج الاعلامي بالقاهرة أو بالتصوير الخارجي في لندن.
يبدأ العمل في الحلقات الأولى بسلسلة أحداث بعضها مضحك مثل هروب الأميرة ديانا واختبائها عند الطلبة الخليجيين، والمشهد كان أشبه بزيارة احدى الفنانات لطلبة «ستار أكاديمي»، إذ تجلس وتتحاور معهم وهم يتغزلون فيها، وبعدها مشهد طبخ بطة الملكة للفنانة ناهد السباعي التي يعتبر اسمها وفنها أكبر من هذا الدور، الذي تستطيع أي فنانة ان تقدمه حتى وان كانت كومبارس!
وتتوالى بعدها المواقف، فنشاهد هروب بعض العائلات الايرانية من بلادها وبعض العائلات العراقية المعارضة لصدام، ويتطرق العمل لقصة سوق المناخ، ما يضع المشاهد في حالة تشتت وضياع، خصوصا كثرة اللهجات للعديد من العائلات، حيث اختلط الحابل بالنابل.. هبة حمادة تعتبر من أهم الكُتَّاب في الوطن العربي من حيث الحبكة والحوار لكن خانها التشتت بالأفكار وزحمة القضايا.
من الواضح إصرار الكاتبة في كل عمل تقديم الشخصية المتدينة بأسلوب المباشرة بالطرح والأسماء.. حتى لو بإقحامها تماما، مثل بعض مشاهد الممثل وسام حنا.
لو تم التركيز على الطلبة ومشاكلهم وغربتهم في لندن لكان العمل اكثر متابعة ومشاهدة، حيث في مشاهد الطلبة هناك مشاهد لم نفهمها مثل مشهد مضاوي (ليلى عبدالله) عندما تذهب للصالون وتطلب حلاقة شعرها ويقول لها الكوافير انه صالون للرجال فقط، علما ان الصالونات في الثمانينيات للجنسين، ومبرر المشهد انها تريد ان تصبح رجلا لأن الرجال ليس لديهم أحاسيس! وبعدها نشاهد مضاوي تنتقل من الشعر الطويل الى قصة شعر الكاريه، فأين الحدث بالمشهد؟!
العمل قدم لنا طاقات تمثيلية مهمة كالفنانة ريام الجزائري التي أبدعت في دور ميسون وكانت مشاهدها الأعلى بالقدرات التمثيلية، كذلك أمتعنا الفنان ناصر الدوسري من خلال تقديمه شخصية مقداد، ولا ننسى الأداء الرائع للفنانين ليلى عبدالله وملح المسلسل لولوة الملا وسعود بوشهري ومحمد صفر الذين قدموا ادوارهم بثقة عالية.. رهف محمد لها مستقبل كبير لكن الدور كان اكبر من عمرها الحقيقي، وواضح أنه تم تكبير عمرها بالمكياج وطريقة الملابس، فهد الصالح تطور في أدائه.. وصمود المؤمن كان أداؤها قريبا جدا من أداء نور الشيخ، فتقول في جملة في حوارها بالحلقات الأولى ان «الضرورات تبيح المحظورات»، وكأنها تصف حال الدفعة. هبة حمادة التي تقدم هذا العمل ليست نفسها «فضة» و«زوارة خميس» و«أم البنات» و«أمنا رويحة الجنة».