بيروت - منصور شعبان
قال اللواء عباس إبراهيم، المدير العام السابق للأمن العام، إن «مقاربة ذكرى 13 أبريل (1975 تاريخ نشوب الحرب الأهلية اللبنانية) المشؤومة، استنادا الى رواية بوسطة عين الرمانة، تحمل التباسا عند اللبنانيين، واذا كانت الدعوة لاستذكار هذا اليوم مستحقة من مدخل اعتباره يوما للسلم الوطني، الا ان نكأ الانفجار الوطني في ذلك اليوم لم يسهم في بناء وطن ودولة».
وأضاف اللواء ابرهيم، خلال احتفال تكريمي له نظمه «المركز العربي الدولي للتواصل والتضامن»، لمناسبة «اليوم الوطني للسلم الأهلي في لبنان» في فندق كومودور - بيروت: «من غير تعميم، تعلن بعض المقومات في لبنان بصراحة عن الرغبة بالعيش دون صوامع طائفية، متناسية ان التقوقع الطائفي انفجر يوما بذاته ابان أعوام الحرب، وانفجر لبنان في الماضي بسبب ارتباط تناقضاته الداخلية بمصالح الخارج، والمقلق اننا نعيش راهنا لحظة مشابهة، اذ فقدت المؤسسات الدستورية دورها نتيجة استدعاء الخارج الذي ما كان صالحا يوما الا للاستقواء على الشريك في الوطن، وها نحن نشاهد تجربة مماثلة في الظروف والوقائع، معتقدين عن وهم، اننا سنتلقى نتيجة مختلفة، فما من دولة الا وتتدخل في كل شاردة وواردة، وهذه مسؤولية تقع على اللبنانيين جميعا اذ يرتضون استقلالا منقوصا».
ولفت اللواء ابراهيم الى انه «طالما شكلت مشاريع الغلبة الخارجية احد اسباب الانفجار الداخلي مع كل تغيير في موازين القوى واحجامها، والسيئ فيما يحصل عندنا، ان ما يجري في لحظة يتبدل فيها العالم ويتغير نحو آخر مختلف تماما عما كان سائدا، منذ تسعينيات القرن الماضي، فيما لايزال الجميع على تصلبهم غير آبهين بأهمية انقاذ البلد سريعا، ولم تكن الحرب المشؤومة لتقع بوجود وحدة وطنية فعلية، ولم تكن المآسي لتنسحب على كل لبنان واللبنانيين لولا وجود تناقضات داخلية بلغت حد الصراع على جنس الملائكة».
واستطرد: «ها نحن نعيش مجددا انهيارا اقتصاديا لا قعر مرئيا له حتى الساعة، واسبابه عديدة تبدأ بعدم وجود اقتصاد منتج، وتنتهي بلا عدالة اجتماعية، وما بينهما من ملفات التوظيف السياسي. يتطلب المستقبل الآتي رجال دولة يفكرون بأجيال لم تلد بعد، لا بحسابات انتخابية ضيقة، كما يستوجب عقولا حكيمة ومتزنة تسعى لحوار جدي وليس انتظار ذلك الخارج او ذاك، وهذا يستدعي، ايضا وايضا، عقولا تسقط اوهام المغامرة ودخول حروب جديدة، ولن يقف هذا العالم معنا، اكان شرقيا او غربيا، اذا لم نقف مع انفسنا لنبحث في عمق عن كيفية بناء دولة قوية وعادلة».